عاجل:

نتنياهو و"إسرائيل" بلا ضوابط (نيويورك تايمز )

  • ٢٤

إيست نيوز- ترجمة باسم اسماعيل 

اقترح نتنياهو هذا الأسبوع أن إسرائيل يجب أن تصبح "سوبر إسبارطة"، أي أن دولة المدينة اليونانية القديمة التي ارتقت من خلال الانضباط لتصبح قوة عسكرية عظيمة يجب أن تكون مصدر إلهام للبلاد، وقال إن إسرائيل قد تضطر إلى مواجهة "العزلة" من خلال "الاكتفاء الذاتي الاقتصادي".

وبخصوص ذلك يرى إيتمار رابينوفيتش، السفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة، أن نتنياهو "فقد صوابه ولم يعد هناك خطوط حمراء".

ولكن يبدو أنه أصبح أكثر تحدياً بعد تشويه صورته من قبل عائلات الرهائن ومواجهته باحتجاجات كبيرة في الشوارع وانتقاده بشدة من قبل الحلفاء الأوروبيين، فقد تعهد هذا الشهر بأنه "لن تكون هناك دولة فلسطينية".

ومع ذلك سيكون من الحماقة أن نساوي بين تبجح نتنياهو المتزايد في عنجهيته وبين السقوط الوشيك، فهو لم يجمع ما مجموعه 18 عاماً تقريباً كرئيس للوزراء ويصبح الزعيم الأطول خدمة في البلاد دون أن يثبت أنه زعيم داهية وقادر على التكيف وقاسي. فهو بالنسبة لمؤيديه "الملك" الذي لا يمكن الاستغناء عنه والذي يملك من الهمّة ما يُمكّنه من مواجهة أعداء إسرائيل على سبع جبهات.

أما بالنسبة لخصومه فإنه ببساطة وجه تدنيس الديمقراطية الإسرائيلية، وعلى الرغم من كل الدعم القومي والديني الذي يحظى به نتنياهو إلا أنه مكروه على نطاق واسع من قبل كثيرين يرون أنه يضع بقاءه على قيد الحياة قبل مصالح إسرائيل من خلال إطالة أمد حرب غزة. كذلك يرى الإسرائيليون الليبراليون أنه يمزق القيم الأساسية للدولة وجوهر الأخلاق اليهودية من خلال مواصلة حملة عسكرية لا هوادة فيها.

في هذا المنعطف المتوتر في تاريخ إسرائيل يتمتع نتنياهو بميزة واحدة واضحة: دعم لا يشوبه النقد أبداً من الرئيس ترمب، فهو يشعر بالجرأة أكثر من أي وقت مضى لأنه واثق من أن أميركا هذه ستدعمه مهما حدث. وبما أن تصريحات ترمب بشأن الحرب لا يمكن التنبؤ بها ولكنها متجذرة دائماً في دعمه الثابت لإسرائيل، فإن نتنياهو يتمتع بمجال كبير للمناورة.

وفي النهاية لقد ثبت أن مسار نتنياهو كان طويلاً ومثيراً للانقسام .. تخللته الهيمنة العسكرية الإسرائيلية في المنطقة ولكنه كان مدمراً للشعب الفلسطيني ومفجعاً لبلده.


المنشورات ذات الصلة