خاص- "ايست نيوز"
عام واحد مضى على عملية تفجير "البيجر"، الضربة الأقسى التي تعرض لها حزب الله منذ نشأته عام 1982 في عملية استخباراتية دقيقة جرت في وقت واحد شملت اكثر من منطقة لبنانية وسورية وعراقية.
يومها، تلقى الحزب "صدمة" البيجر ومن بعدها تفجير أجهزة اللاسلكي في تشييع شهداء التفجير الأول، ولغاية اليوم لا يزال "حزب الله" في عين العاصفة رغم قرار وقف إطلاق النار الذي التزم به لبنان ويخرقه العدو الإسرائيلي كل يوم.
حادثة البيجر اعتبرت جريمة حرب، كانت أشبه الى"مجزرة" كاملة الاوصاف لا تشبه اي عمل عسكري وأمني و" سابقة" في تاريخ الحروب مع العدو الإسرائيلي إذ وقع التفجير في مناطق لبنانية مختلفة وطال مدنيين كانوا على تماس مع الجهاز الموصول على عداد ساعة القتل الإسرائيلية .ولا يخفى على احد انها اصابت آخرين في سوريا والعراق ولا سيما في العاصمتين دمشق وبغداد ين المصابين من أبناء الدولتين.
وباعتراف المراجع المراقبة التي تحدثت الى "إيست نيوز"، قالت ان ضربة البيجر اصابت "حزب الله" بضربة قوية اصابت أجهزته الإدارية والتي تعمل على الأرض لوجستيا وفي مؤسساته الاجتماعية والإدارية والمناطق. وإن سئل مسؤولوه يجيبون بـ "نعم" كبيرة و"أقسى" مما كان يتوقعه في تاريخه، وقد خلفت إصابات بصرية وفي الأطراف على الرغم من ضربات موجعة أخرى من لحقتها عندما طالت السيد حسن نصرالله وخليفته السيد هاشم صفي الدين وأعضاء المجلس الجهادي وقيادة الرضوان ومعهم قيادات من الصفين الأول والثاني وضباط ونخب الحزب العسكرية.
وان سئل: هل تعافى"حزب الله اليوم؟ "يمكن القول ان الحزب أعاد تنظيم بعضا من صفوفه ويتمتع بهيكل تنظيمي وحاضنة شعبية موالية له.
يجمع المحللون على ان ضربة الأجهزة "هزت" الحزب لكن لم " تكسره"، فالحزب استطاع امتصاص الضربات وقد عبر نوعا ما، من حالة الصدمة الى استجماع قواه واعادة بناء تنظيمه الإداري والعسكري .
من ناحية ثانية أمنت له البيئة الحاضنة جزءا أساسيا في عملية صموده وتعافيه على الرغم من التهجير وشكاوى البيئة من الشعور بالغدر والتخلي والمؤامرة من الحلفاء والشركاء في الوطن .
ماذا تغير في حزب الله بعد 17 أيلول؟ من الناحية العسكرية خسر الحزب جزءا كبيرا من ترسانته الحربية في البقاع وشمال الليطاني ويواجه ازمة تمويل للقطاعات الحزبية نتيجة الحصار الدولي والإقليمي والداخلي على مصادر التمويل، أما في الشق السياسي فالتحولات السياسية لم تأت لمصلحة الحزب فهو اليوم وبالإضافة الى خسارته لحلفائه من مختلف الطوائف والأحزاب والحركات السياسية والحزبية ومعهم بعض الشخصيات لم يعد يملك قرار الحرب والسلم الذي خرج عن سيطرته وصار في يد الدولة اللبنانية التي تعمل لتطبيق لـ "حصر السلاح" وهو يعرف ان القرار اتخذ وان هامش المناورة ضاق الى النهاية الحتمية بانتظار برمجة العملية مهما طال الزمن.
يواجه الحزب اليوم تحديات كثيرة، من الحرب التي تلوح بها واشنطن وتل ابيب واستمرار اغتيال مقاتليه و التفوق التكنولوجي الاسرائيلي مما يجعله يحسب اي خطوة قد تجر لبنان والطائفة الشيعية الى حرب جديدة .
في الذكرى الاولى لاستشهاد السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين سيوجه الحزب من خلال الحشود العديد رسائل سياسية وأمنية وإنتخابية، وهي أن المقاومة مستمرة وان حزب الله متمسك بسلاحه مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي وجاهز للمواجهة إذا لزم الأمر. اما الحشد الكبير فمعناه استمرار الحاضنة الشيعية التي ستترجم في الإستحقاقات الدستورية المقبلة