إيست نيوز- ترجمة باسم اسماعيل
لقد تجاوزت إسرائيل بضربها للدوحة خطاً لا يمكن حتى لأقرب شركائها العرب تجاهله. إن ضرب عاصمة دولة ثرية وشريك أمني وحليف للولايات المتحدة من خارج "حلف الناتو" يمثل "تحولاً جوهرياً" أدى إلى زعزعة الافتراض القائم منذ فترة طويلة لدى حكام الخليج بأن العلاقات والقواعد العسكرية الأمريكية ستحميهم.
وعلى مدى عقود كانت دول الخليج تُعرّف الأمن الإقليمي من منظور إيران خوفاً من برنامجها النووي ومن ورعايتها لميليشيات وقدرتها على توجيه ضربات عبر الحدود، أما اليوم فقد أعادت الضربة الإسرائيلية على قطر صياغة النقاش من جديد .. واستنتجت الدول العربية أن إسرائيل الآن هي أكبر تهديد للاستقرار في المنطقة.
تُعتبر اعتداءات إيران مألوفة ومتوقعة للغاية، أما إسرائيل فقد ازدادت جرأة على حساب المعايير التي افترض القادة العرب أنها لا تزال تحكم منطقتهم، وقد عزز التقاعس الأميركي هذا التصور مما أجبر حكام الخليج على التعامل مع حقيقة أن واشنطن تبدو غير راغبة أو غير قادرة على كبح جماح أقرب حلفائها، والنتيجة هي الشعور بأن الضمانات الأمنية "تتآكل".
لطالما كان الهدف من اتفاقات ابراهيم هو إدارة الأمن الإقليمي لكن اليوم لم تعد هذه الخطط قابلة للتطبيق، وكرد فعل فمن المرجح أن يقوم قادة الخليج بتعميق التعاون فيما بينهم مع تنويع شراكاتهم الخارجية والأمنية، والحفاظ على العلاقات الاقتصادية القوية مع الصين، وتوسيع التعاون الدفاعي مع تركيا، وإعادة تقييم احتمالات التطبيع مع إسرائيل، والمضي قدماً في السعي لتحقيق استقلالية استراتيجية أكبر والتحوط من مخاطر الاعتماد على الولايات المتحدة.