ذكرت صحيفة «الديار» أن القمة العربية الإسلامية الطارئة التي تُعقد في الدوحة غدًا لمناقشة العدوان الإسرائيلي غير المسبوق على دولة قطر تُعد أمرًا بالغ الأهمية. وبينما الهدف الأساسي هو مشروع بيان بشأن الهجوم الإسرائيلي على قطر، يرى البعض أن استخفاف إسرائيل بالدول العربية سيدفعها إلى تكرار مثل هذه الاعتداءات، بهدف كسر الهيبة وإظهار القوة وبسط النفوذ أمام العالم أجمع، مع احتمال عدم نجاة دول عربية عديدة من العدوان الإسرائيلي.
لا يمكن تحديد نتائج قمة الدوحة مسبقًا، خصوصًا على صعيد الاستجابة الإقليمية الفورية، إلا أن التداعيات طويلة المدى على المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط والعلاقة بين دول الخليج وحلفائها الغربيين باتت واضحة. هناك ثلاثة سيناريوهات متوقعة:
أولًا – سيناريو الستاتيكو:
صدور بيان قوي اللهجة ضد العدوان الإسرائيلي باعتباره انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وتهديدًا للسلم الإقليمي، مع تضامن الدول المشاركة مع قطر والإشادة بالدور القطري في الوساطة لوقف إطلاق النار في غزة. هذا السيناريو يُظهر الوحدة العربية دون إجراءات عقابية ملموسة، ويرجح أن تبقى الدول التي طبعت مع إسرائيل أو تخشى تصعيدًا عسكريًا داعمة لقطر دون تعريض مصالحها للخطر، فيما قد تفضل قطر هذا السيناريو لتأمين دعم إقليمي ودولي دون التخلي عن دورها كوسيط.
ثانيًا – سيناريو العقوبات المنسقة:
تتخذ الدول المشاركة إجراءات عقابية ضد إسرائيل مثل تخفيض المستوى الدبلوماسي، مقاطعة السلع والخدمات، واتخاذ إجراءات قانونية في المحاكم الدولية بسبب انتهاك السيادة القطرية. رغم ذلك، ترجع احتمالات هذا السيناريو إلى حد ضئيل، خاصة مع علم الجميع أن طائرة إسرائيلية وصلت إلى عمق الخليج دون تدخل أميركي رغم وجود القاعدة الأميركية.
ثالثًا – فشل القمة وتصاعد الانقسام بين الدول العربية:
صدور بيان مخفف يتجنب اللوم المباشر لإسرائيل أو عدم صدور بيان مشترك بسبب عدم التوافق على رد موحد، مما يمثل فشلًا كبيرًا للديبلوماسية العربية ويظهر الانقسام في وقت تشهد فيه المنطقة تحديات كبيرة، كما يمنح إسرائيل نصرًا دبلوماسيًا وسياسيًا. ويُعتبر هذا السيناريو احتمالًا ضئيلًا لكنه يحمل تداعيات خطيرة.