توجه حراكُ المعلّمين المتعاقدين الى وزيرة التربية ريما كرامي في بيان بالقول: "نتمنى على وزيرة التربية أن تقتني هاتفًا تتواصل به شخصيًّا مع أصحاب الحقوق، فتسمع بأذنها أنينهم، وتبصر بعينها مآسيهم، وتدرك من أفواههم حجم المظالم التي تثقل كواهلهم. فإنّ اقتناء الهاتف احترامٌ، وتركُ التواصل للاستشاريين استعلاءٌ، وما جرى مثله في وزارة ولا في عهد وزير، إذ هو مظهر تكبّرٍ لا يرغبه أي مناضل يسعى لحقوق المعلمين".
وأضاف: "يرجو الحراك أن تُقارب الوزيرة قضايا التربية والتعليم وبداية العام الدراسي من جميع زواياها، فتنطلق من إصلاح المناهج، وتُحسن ضبط أيّام التعليم وساعاته ودقائقه، ثم تبلغ في ختام المطاف حقوقَ المعلّمين؛ حقوقًا تُوزَّع بعدل، وتُصان من التمييز الطبقي والعنصري، ولا سيّما في قضية بدل المثابرة في الصيف، إذ لا يجوز أن يُحرَم بعض أبناء الأسرة التربوية من حقٍّ هو للجميع".
وتابع : "لقد تفاجأ منسّق الحراك، حمزة منصور، حين قوبلت المطالبة بحقّ المتعاقدين ببدل مثابرة الصيف بتبريراتٍ أوهى من بيت العنكبوت: قيل إنّ الطلب غير قانوني، وكأنّ العدالة تخالف القانون! بينما الوزير الحلبي، يوم كان على رأس الوزارة، أدرك جوهر القانون وروحه، وأقرّ بحقوقٍ لا تُنكر. واليوم تُرفع في وجهنا حجّة "شحّ مالي"، في الوقت نفسه الذي تُنفق فيه الدولة على موظفي مجالس الإعمار والجنوب وشركتَي "تاتش" و"ألفا" رواتب خيالية تجاوزت عشرين ألف دولار شهريًّا. فأيّ منطق هذا؟ وأيّ عدل ذاك؟
واستكمل: "إنّ الحراك يرفض هذه المقاربات المجبولة بالعنصرية والممهورة بالطبقية. ويؤكّد أنّ الصمت ليس ضعفًا، وأنّ استمرار الظلم ليس قوّةً، بل هو شاهدٌ على استغلال السلطة للناس وظلمهم. وإنّ اعتراف الوزيرة بخطئها لا يُضعفها، بل يرفع مكانتها ويُعلي شأنها. غير أنّها، ويا للأسف، بدلاً من أن تتراجع عن خطأٍ، أصرّت عليه، وكأنّ التراجع عن الزلل لم يعد فضيلةً، ولا الرجوع إلى الحقّ علامة إنصافٍ ورجاحة".
وختم: "معالي الوزيرة، وهي العالمة التربوية والأكاديمية المجتهدة، لا يخفى عليها ما قدّم المعلّمون من تضحيات، ولا تغيب عنها المؤامرة التي حيكت ضدّ حقوقهم المقدّسة من الدولة والحكومة وسائر الظروف. ومن هنا، فإنّ الحراك يدعوها دعوة صدقٍ وإخلاصٍ إلى العودة إلى جادّة الحقّ، وتشريع حقّ المتعاقدين ببدل المثابرة في الصيف، كما كان معمولًا به في عهد الوزير الحلبي، ليبقى العدل سيّد الموقف، ولتظل التربية وطنًا جامعًا لا ساحةً للتمييز ولا ميدانًا للظلم.