عاجل:

هل تتخلى أوكرانيا عن استعادة الأراضي؟ زيلينسكي يفتح الباب لتسوية سلمية (روسيا اليوم)

  • ٢٣

في تحول لافت في خطاب القيادة الأوكرانية، أعلن الرئيس فلاديمير زيلينسكي، في مقابلة مع قناة ABC News، أن "بقاء الدولة الأوكرانية واستقلالها" هو بحد ذاته نصر في الحرب الدائرة مع روسيا، مشيرًا إلى أن موسكو تسعى إلى "السيطرة الكاملة على أوكرانيا".

هذا التصريح يُمثّل تغييرًا في لهجة زيلينسكي، ويأتي في ظل تلميحات إلى مفاوضات غير معلنة بين كييف وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يبدو أنه بدأ يلعب دور الوسيط بين روسيا وأوكرانيا، مع اقتراب موعد اجتماع محتمل بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا.

ويرى مراقبون، بحسب ما نقلته صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا"، أن زيلينسكي بات يُدرك استحالة تحقيق نصر عسكري شامل، في ظل الواقع الميداني والعسكري القائم، ومحدودية الدعم الغربي المتاح، خاصة مع إدراج روسيا مناطق شرقي أوكرانيا ضمن دستورها، وسعيها للحصول على اعتراف دولي بوضع هذه الأراضي.

وفي هذا السياق، يعتبر محللون أن تصريح زيلينسكي قد يُشكّل "بالون اختبار سياسي" يُمهد الرأي العام الأوكراني للقبول بتسوية سلمية تتضمن التنازل عن بعض الأراضي مقابل إنهاء الحرب. وهو ما تريده واشنطن على ما يبدو، إذ تسعى إلى تثبيت الاستقرار في أوكرانيا، وتجنب أي تصعيد إضافي قد تستغله موسكو أو دول أخرى.

وتُطرح أيضًا قضية "شرعية السلطة" في كييف كمحور محتمل للمساومة، حيث تثير موسكو هذا الملف بشكل متكرر، في محاولة لتأمين تنازلات على طاولة المفاوضات.

من جهته، يسعى ترامب إلى تسجيل "إنجاز دبلوماسي" في الملف الأوكراني، يُضاف إلى رصيده الانتخابي، لكنه لا يزال يصطدم بواقع معقد يعيد المفاوضات إلى نقطة البداية في كل مرة.

وفي ظل استمرار تبادل الشروط والمطالب، تبقى معالم أي حل نهائي بعيدة عن التبلور، بينما يُراقب العالم كيف يمكن لهذه التصريحات أن تُعيد رسم معادلة الحرب والسلام في شرق أوروبا.

المنشورات ذات الصلة