عاجل:

الخطيب من طهران: لتعاون سعودي ـ إيراني يواجه الأخطار ويُفعّل وحدة الأمة الإسلامية

  • ٤٢

أجرى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب في طهران سلسلة لقاءات مع عدد من رؤساء الوفود المشاركة في المؤتمر التاسع والثلاثين للوحدة الاسلامية الذي يختتم اعماله اليوم في طهران .

واستقبل العلامة الخطيب في مقر اقامته الشيخ محمد حسن أختري رئيس المجلس الاعلى لمجمع اهل البيت العالمي والشخصية المقربة من القيادة الايرانية العليا ،وجرى التداول على مدى ساعة كاملة في شوون لبنان وايران والأمة الاسلامية.

وكان العلامة الخطيب قد شارك في جلسة العمل الرئيسية لموتمر الوحدة الاسلامية والتي ضمت رؤساء الوفود المشاركة ، وطرح فيها الانتقال الى خطوات عملية ،حيث قدم اقتراحا من بندين : الاول ان تتولى الجمهورية الاسلامية التواصل مع الدول الاسلامية الفاعلة لتشكيل مجلس دائم يتولى اعداد مشروع لمواجهة الاخطار المحدقة بالأمة ،والثاني تشكيل مجلس علمائي من السنة والشيعة يتولى مهمة العمل علئ توحيد الرؤى الاسلامية ومن اجل الهدف السالف الذكر.

واكد في هذا الاطار "ضرورة تفعيل التعاون والتنسيق بين الجمهورية الاسلامية والمملكة العربية السعودية كمقدمة لهذا المشروع الواسع،لأن التفاهم السعودي الايراني هو مفتاح الحلول لأزمات المنطقة".

لقاءات اعلامية

وتحدث العلامة الخطيب الى عدد من وسائل الاعلام التي تغطي المؤتمر ، تناول واقع الامة الاسلامية والعربية ومقتضيات الوحدة في مواجهة المخاطر المحدقة بها ،فضلا عن اوضاع الساحة اللبنانية وآفاقها.

وفي حواراته الاعلامية اشار الى ان "الامة العربية ظنت ان اتفاقات كامب ديفيد ووادي عربة واوسلو ستحقق السلام في المنطقة وتعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة ،لكن فشل هذه الاتفاقات وقيام الثورة الاسلامية في ايران، ألهم الشعوب العربية بضرورة الجهاد ضد المحتل الاسرائيلي ،ومن ضمن هذه المقاومات كانت المقاومة اللبنانية التي نشأت بعد الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان. ولم تقتصر هذه المقاومات على لبنان لتحرير فلسطين والاراضي اللبنانية ،ثم جاءت عملية طوفان الاقصى، وكانت المساندة للشعب الفلسطيني فالحرب على لبنان ،وكان رهان العدو على انهاء المقاومة، لكنه فشل في ذلك ،وهو يحاول اليوم ان يأخذ بالسياسة ما عجز عنه عسكريا ".

اضاف: "لقد شن العدو الاسرائيلي الحرب على الجمهورية الاسلامية باعتبارها رأس محور المقاومة ،لكنه فشل ايضا في هذه الحرب ،واستطاعت ايران ان ترد بقسوة على العدو وشاهدنا في مدنه ما يشبه الدمار في غزة. ونعتقد ان العدو سيفشل ايضا في كل محاولاته وسينتج عن ذلك تطورات مهمة جدا في المنطقة".

وحول مؤتمر الوحدة الاسلامية قال العلامة الخطيب ان" أهمية المؤتمر انه مناسبة للتلاقي بين نخب الامة وعلمائها واحد وسائل الوصول الى الأهداف التي نطمح اليها ،بما يسمح للمشاركين ان ينقلوا الى بلدانهم صورة حقيقية عن الاوضاع، وبالتالي لتأكيد ان الصراع هو صراع حضاري ضد العرب ،وأن خلفية الحرب هي خلفية حضارية ثقافية اجتماعية ،وهذا ما طرحناه في كلمتنا في المؤتمر ،وهو ما لم يفهمه الغرب حتى الآن. وحينما يفهم المسلمون هذا الامر تتغير طبيعة الصراع بالنسبة اليهم. فالحرب ليست جديدة مع الغرب .هي حرب تاريخية مستمرة ،ولذلك يجب ان يعد المسلمون لهذه الحرب ،اذ لم يعد جائزا ان نقاتل الغرب بسلاح الغرب".

ورأى ان" المقاومة لم تعتمد الموازين المادية في صراعها مع العدو ،بل هي اعتمدت على الله ونجحت ،لأنه لو اعتمدت على الموازين المادية لما استطاعت النجاح في الماضي ،لأن الموازين المادية بيننا وبين الغرب مختلة. ولذلك المقاومة باقية وان شاء الله وستحقق امال الشعوب العربية بالنصر".

وعن الواقع العربي قال:" الواقع العربي المنهزم مرده الى أن كل دولة لها حساباتها الخاصة ،وليس هناك عمل وحدوي جامع .ثم ان الفتنة المذهبية اخذت الامور الى مكان اخر. لذلك نحن نتمنى بعدما كشف العدو الاسرائيلي مشروعه بتحقيق "اسرائيل الكبرى" بما يهدد كل الدول ،نأمل ان يبدل العرب من مواقفهم ،وان يكون تعاون بين العرب والمسلمين ،خاصة بين الدول الفاعلة والمؤثرة ،لرسم سياسة استراتيحية لدفع الاخطار عن بلادهم جميعا. ونأمل ان تتعزز العلاقات بين الحمهورية الاسلامية والمملكة السعودية وتركيا ومصر ،من اجل مصلحة الجميع،وهذا ما نادينا به خلال المؤتمر .وهذا يتطلب مشروعا يفترض اعداده وطرحه على هذه الدول ،وليس اولى من الجمهورية الاسلامية لهذه المهمة ".

وخلص العلامة الخطيب الى ان"الخطر الاسرائيلي يطال الجميع ،وأكبر مثال على ذلك العدوان الاسرائيلي على دولة قطر التي لم تدخر جهدا في سبيل وقف الحرب في غزة ،وهي رعت على ارضها معظم المفاوضات بين الاسرائيليين وحركات المقاومة ،ولكن يبدو واضحا ان الإسرائيليين لا يريدون وقف الحرب عندما يستهدفون المفاوض الرئيسي. وفي الخلاصة يجب ان يكون العدوان على قطر درسا لكل الدول العربية،وخاصة لبنان، بأن احدا ليس فوق رأسه خيمة زرقاء".


المنشورات ذات الصلة