خاص - إيست نيوز
علاء بلال
شنّت إسرائيل خلال 24 ساعة سلسلة ضربات جوية طالت ستة مواقع في دول عربية مختلفة: غزة، الضفة الغربية، لبنان، سوريا، تونس، وقطر. وفيما كانت الضربات على الأراضي الفلسطينية ولبنان وسوريا ضمن السياق العسكري التقليدي للصراع، فإن استهداف دول مثل تونس وقطر، اللتين لم تبادرا بأي هجوم، شكّل مفاجأة صادمة للمراقبين.
رسائل ردع غير مسبوقة؟
تشير هذه الهجمات وفق مصدر عسكري خاص لـ "إيست نيوز" إلى ما يبدو أنه تحوّل استراتيجي في نهج الردع الإسرائيلي، يقوم على توسيع رقعة العمليات العسكرية لتشمل أي مكان يتواجد فيه قادة من حركة حماس أو منظمات تعتبرها تل أبيب "تهديدًا مستقبليًا"، حتى وإن كانت تلك الدول محسوبة ضمن الدائرة المهادنة أو حتى الحليفة للولايات المتحدة.
ويرى المصدر أن هذه الضربات تحمل رسائل متعددة الاتجاهات، أبرزها:
للدول العربية: لا أحد بمنأى عن الاستهداف، حتى وإن كان لا يشارك فعليًا في الحرب.
للقوى الإقليمية: امتداد إسرائيل العسكري لم يعد محصورًا في حدود جغرافيا النزاع التقليدية.
للولايات المتحدة والمجتمع الدولي: إسرائيل مستعدة لتجاوز الحساسيات الدبلوماسية ما دامت تعتبر أن أمنها "مهدد".
هل تغيرت قواعد الاشتباك؟
تكثيف الضربات خارج الأراضي الفلسطينية يشير وفق المصدر إلى أن إسرائيل تسعى لفرض "معادلة ردع جديدة"، مفادها أن أي دعم مباشر أو غير مباشر لما تسميه "الإرهاب المعادي"، سيُقابل برد فوري، بغضّ النظر عن حدود الدولة أو موقفها السياسي المعلن.
لكن هذا التوسع يطرح في المقابل تساؤلات ملحّة:
أين تقف حدود الردع؟
هل ستردّ الدول المستهدفة، أم أن المشهد سيتحول إلى تطبيع للصمت؟
وماذا لو قررت أطراف إقليمية الدخول في المعادلة بقواعد مختلفة؟
الرد.. مفقود؟
في ظل غياب رد مباشر أو تصعيد مضاد من أي من الدول التي استُهدفت خارج ساحة الحرب التقليدية، يبدو أن إسرائيل تراهن على أن الرد لن يأتي، وهو ما يُفسّر استمرارها في توسيع نطاق العمليات دون اكتراث كبير للعواقب السياسية أو الدبلوماسية.
لكن، وكما يُحذّر المصدر، فإن هذا التوجه لن يتوقف عند هذا الحد طالما لم يظهر "ردع مقابل" سواء كان عسكريًا أو سياسيًا يُعيد التوازن إلى المعادلة، أو يفرض على تل أبيب التفكير مرتين قبل إطلاق طائراتها خارج حدود المعركة الأساسية.