عاجل:

بري "the boss " بين "إدراكه لحجم التحولات"... و"حماية الشيعة والسلاح "(خاص)

  • ٨١

خاص - "ايست نيوز"

ابتسام شديد

خطاب بعدة أوجه، هكذا وصفت مصادر سياسية كلمة رئيس مجلس النواب نبيه بري في الذكرى الـ ٤٧ لتغييب الإمام موسى الصدر التي رسمت كما تضيف المصادر خارطة طريق المرحلة المقبلة و"حدود النقاش" حول مستقبل السلاح.

وقالت المصادر السياسية المراقبة لموقع "إيست نيوز" بطريقة مدروسة، وأفكار متقنة مختارة بعناية مرر بصفتيه رئيسا للمجلس النيابي ورئيسا لحركة "امل" رسائله مخاطبا جمهور "الثنائي الشيعي" لإعطاء جرعة معنويات، والشارع اللبناني للتحذير من خطاب الكراهية، طارحا فكرة مناقشة السلاح في إطار وطني جامع وبهذا الطرح قد يكون أوحى بوجود حلول او مخارج لقرار الحكومة تحت "سقف الدستور والبيان الوزاري"، فمستقبل السلاح "قابل للتفاوض في الحوار الداخلي الهادىء من دون جر البلاد الى الصدام والفوضى ".

وعليه، لم يتفاجأ العارفون في تكتيكات الرئيس نبيه بري وخلفيات مواقفه، فما قاله يستند الى حنكة سياسية وقراءة مسبقة للأحداث. ذلك انه تحدث باسم "الثنائي الشيعي" متوجها الى الداخل بلغة تجمع بين المرونة والتشدد في آن. فحث الحكومة على التصرف وفق اجندة والتزامات معينة، لكن الوجه الآخر لما قاله بري حمل دعوة الى التلاقي قبل جلسة الخامس من أيلول للنقاش في إطار توافقي فمن "غير الجائز وطنيا رمي كرة النار في حضن الجيش" .

 لا يختلف اثنان على ان الرئيس بري في موقف لا يحسد عليه اليوم، فهو يريد حماية "الطائفة الشيعية" اولا ويدرك ما يعنيه موضوع السلاح للبيئة الشيعية فوصفه بـ "عزنا وشرفنا" كما قال، في المقابل يرفض رئيس المجلس الإملاءات الخارجية وقبول مطالب إسرائيل من دون ضمانات. ولذلك قد يكون بري قد مرر انزعاجه من التراجع الأميركي عن الوعود بالتزام برنامج "الخطوة مقابل خطوة" من جهة وعلى الطريقة التي أقر فيها مبدأ "حصر السلاح" في مجلس الوزراء.

 مع ذلك تقول المصادر ان مقاربة رئيس المجلس من الأساس تبقى أكثر مرونة من تلك التي عبر عنها "حزب الله" الذي يعتمد خطابا متشددا. فالرئيس بري محترف بتدوير الزوايا يبني كلامه على حسابات دقيقة ومخاوف من الانزلاق الى الحرب وتحميل الطائفة الشيعية أحمالا إضافية تفوق قدرتها.

وتختم المصادر لتقول: يدرك الرئيس نبيه بري جيدا ان قرار تكليف الجيش تحضير الخطة دخل حيز التنفيذ، ولا تراجع عنه. وان ما كتب قد كتب في موضوع السلاح لدى الأميركيين وإسرائيل ، "the boss" كما سماه الموفد الاميركي اموس هوكستاين ذات مرة و"قارئء جيد ومدرك طبيعة التحولات وما هو مقبل من تغيير خرائط في المنطقة وأن اي خطأ في التقدير سيكلف المقاومة ولبنان غاليا إذا تحول الصراع من لبناني - اسرائيلي الى لبناني – لبناني" .


المنشورات ذات الصلة