عاجل:

ضغوطات وترقّب: "اجتماع رحال مع بري كان إيجابياً".. وهواجس حدودية بين لبنان وسوريا (الأنباء الكويتية)

  • ٥٩

جاء في جريدة "الأنباء الكويتية" أنه تتزايد الضغوط على الحكومة اللبنانية في الأسبوع الأخير من شهر آب/أغسطس، على رغم ما يتردد عن معلومات وإشارات إيجابية، سواء من الرد الذي يحمله الوفد الأميركي توماس باراك القادم من إسرائيل حول الانسحاب من بعض المواقع، وتبريد محدود للأجواء وتخفيف العدوان، أو لجهة الحديث عن تقدم على صعيد حلحلة العقد في طريق عودة العلاقات الطبيعية بين لبنان الدولة والحكومة الجديدة في سورية، فيما يبقى موضوع التمديد للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل» في عنق الزجاجة تحت ضغط الاتصالات الأخيرة. 

وبدا أن الموفد الأميركي حقق ما يمكن أن يعتبره خرقا في الموقف الإسرائيلي، بصدور بيان أمس عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تضمن إشارة إلى تقليص الوجود العسكري الإسرائيلي تدريجيا في لبنان، «إذا اتخذ الجيش اللبناني خطوات لنزع سلاح حزب الله».

إلى ذلك، ذكرت مصادر ديبلوماسية عدّة وكالة فرانس برس بأنّ التصويت الذي كان مقرّرا امس للتمديد لقوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان «اليونيفيل»، تمّ تأجيله إلى موعد غير محدد مع استمرار المناقشات.

ووفق الوكالة، حذر مسؤول كبير في الأمم المتحدة من أن «القضاء التام على قدرة اليونيفيل في هذه المرحلة، أو بسرعة كبيرة، لن يخدم أحدا في المنطقة»، واصفا أي انسحاب مفاجئ بأنه ينطوي على مخاطر.

وقال المسؤول إن اليونيفيل سهلت نشر 8300 جندي لبناني في 120 موقعا، حيث قدمت لهم الدعم اللوجستي والتمويل وحتى الوقود، بالإضافة إلى التدريب.

في موضوع السلاح والورقة الأميركية، توقع مصدر رسمي لـ «الأنباء» حصول تقدم إيجابي ولو كان محدودا. وقال: «الالتزام بالمواعيد ليس بالأمر السهل في ظل التعاطي مع قضية مزمنة وتداخل إقليمي – دولي»، مؤكدا «أن السلطة اللبنانية قد حسمت أمرها، ولا تراجع عن المسار الذي انتهجته لعودة الدولة ووحدتها، ولو كان هناك تأخير في المهل».

وقال إنه "ستواصل السلطات الرسمية التعاطي مع التحديات بمرونة وصلابة في الوقت عينه لتجنب الصدام»، مشيرا إلى أن تشدد «حزب الله» برفض تسليم السلاح «يأتي نتيجة حسابات داخلية من جهة، وتصعيد إقليمي واضح من ايران إلى اليمن، في غياب أية مفاوضات إقليمية حول الملفات المهمة، وحصر البحث والنقاش من الجانب الأميركي والغربي بالثلاثي المعني مباشرة بالأزمة: لبنان وسورية من جهة، وإسرائيل من جهة ثانية".

في الداخل اللبناني، قال مسؤول كبير في فريق مرجع قيادي رسمي لـ "الأنباء": إن "اجتماع المستشار الرئاسي العميد اندريه رحال برئيس المجلس النيابي نبيه بري كان إيجابيا، وتم التطرق إلى مواضيع عدة. في حين أن لقاء رحال مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة التابعة لحزب الله النائب محمد رعد لم يحمل جديدا في موقف الحزب الرافض البحث بمسألة تسليم سلاحه".

وتابع المسؤول: "لعل الإيجابية في لقاء رحال ورعد تكمن في كسر قيادة الحزب قرار مقاطعة الرئاسة الأولى. وقد شرح رعد نظرة الحزب من واقع الاحتلال الإسرائيلي واحتجاز الأسرى، ومنع الأهالي والمزارعين في القرى الحدودية من الاقتراب من أراضيهم، وتعمد تدمير الغرف الجاهزة التي يضعها البعض فوق أرضه. ومجرد توزيع قيادة الحزب خبرا عن لقاء رحال ورعد، يعكس الرغبة في استمرار التواصل، من دون التراجع عن القرار الرئيسي للحزب من تسليم السلاح".

وعما تسرب من رغبة إسرائيلية بتكريس منطقة عازلة في ضفة الحدود اللبنانية، قال المسؤول: «بطبيعة الحال يرفض لبنان هذا الأمر الذي تداوله في الإعلام النائب جميل السيد بتغريدة عبر حسابه على منصة «إكس». وتنتظر السلطات اللبنانية من الموفد الأميركي توماس باراك ومورغان أورتاغوس الرد الرسمي الإسرائيلي، وصحة ما أثير عن إقامة منطقة عازلة. وفي أي حال، فإن حزب الله على موقفه لجهة رفض تسليم سلاحه، وهو يعرض أجندة تقوم على الانسحاب الإسرائيلي وإطلاق الأسرى وتثبيت الحدود ووقف الاعتداءات الإسرائيلية، قبل البحث بأي أمر آخر..».

وعن موضوع تسليم السلاح الفلسطيني قال: «لم نعلق وراقبنا التصريحات المرحبة بالخطوة، وننتظر مزيدا من الجدية في ملف دقيق».

على صعيد آخر، تحدثت مصادر ديبلوماسية لـ «الأنباء» عن «أن الموفد توماس باراك، نجح في كسر الجليد والدفع باتجاه التفاهم على كثير من الأمور بين البلدين، بهدف إزالة ما يثار عن مخاوف وهواجس حدودية بينهما تبرر استمرار التمسك بالسلاح من قبل طرف لبناني». وتناول زيارة الوفد السوري إلى لبنان بعد غد الخميس، وقال إنها ستحمل الكثير من الإيجابيات في هذا المجال، وخصوصا بما هو مطلوب سورياً لجهة قضية الموقوفين، أو ما هو مطلوب لبنانيا لجهة تبديد الهواجس حول خطر دخول المسلحين إلى لبنان.

المنشورات ذات الصلة