تشير معلومات ديبلوماسية موثوقة نقلتها صحيفة «الجمهورية» إلى أن مجلس الأمن الدولي يميل بشكل واضح إلى حسم قرار تمديد مهمة قوة حفظ السلام الدولية «اليونيفيل» في جنوب لبنان لمدة عام إضافي، دون أي تغييرات أو تعديلات في مهامها الحالية. ومع ذلك، لا تزال هناك علامات استفهام حول ما إذا كان هذا التمديد سيكون الأخير، خصوصاً في ظل إصرار غير مسبوق من قبل الولايات المتحدة على تقليل النفقات المرتبطة بهذه القوة، مع تأكيد واشنطن رغبتها في إنهاء المهمة التي تعتبرها «غير فاعلة» ولا تحقق النتائج المرجوة.
على الجانب اللبناني، تؤكد مختلف المستويات الرسمية والسياسية في لبنان تمسكها ببقاء «اليونيفيل» واستمرار مهمتها، مع التعاون الوثيق والتنسيق الكامل مع الجيش اللبناني، وذلك وفقاً لما نص عليه قرار مجلس الأمن رقم 1701. وفي هذا السياق، أوضح مسؤول أممي رفيع في حديث لـ«الجمهورية» أن استمرار وجود قوة «اليونيفيل» في جنوب لبنان يصب في مصلحة جميع الأطراف المعنية، وأن أي توجه نحو إنهاء مهمتها يحمل في طياته مخاطر كبيرة جداً ويشكل إخلالاً مباشراً بالقرار 1701، وربما يؤدي إلى انتهاء هذا القرار بشكل فعلي.
وأشار المسؤول إلى أن قوات «اليونيفيل» تلعب دوراً حيوياً في دعم الجيش اللبناني وتمكينه من تثبيت الأمن والاستقرار في مناطق انتشار هذه القوات، وهو ما يعزز حالة التوازن في جنوب لبنان. كما حذر من أن أي قرار بإنهاء مهمة «اليونيفيل» قد يفتح الباب أمام تطورات سلبية وغير محمودة، قد تخرج المنطقة عن السيطرة، مما يجعل الوضع الأمني والسياسي أكثر هشاشة وتعقيداً.
هذا التوتر بين رغبة الولايات المتحدة في إنهاء المهمة اللبنانية وبين تمسك لبنان والأمم المتحدة بضرورة استمرارها يعكس حالة الغموض التي تحيط بملف «اليونيفيل»، خاصة في ظل الأوضاع المتقلبة في المنطقة والضغوط الدولية والإقليمية المتعددة.