لا يبدو التوتر الأمني الذي يشهده لبنان في معزل عمّا يجري خلف الحدود، حيث تعيش سوريا بدورها على وقع توترات داخلية متجددة، منذ سقوط نظام بشار الأسد الجديد وتفجّر ملفات عالقة، أبرزها فرار عدد من المسؤولين السابقين إلى لبنان، واتهام الإدارة السورية الحالية لـ«حزب الله» بإيوائهم والمشاركة في أحداث دامية شهدها الساحل السوري.
وقد زاد التوتر مع إعلان جهات لبنانية، بينها الوزير السابق وئام وهّاب، إرسال قوات للمشاركة في القتال الدائر في السويداء، ما أثار موجة من القلق الرسمي والحزبي، وتخوّفاً من تداعيات محتملة قد تنسحب على الداخل اللبناني، خصوصًا في مناطق التماس كالبقاع، حيث رُصدت تحركات واستنفارات واسعة لدى "حزب الله" وبعض العشائر.
وفي هذا السياق، أكد مصدر أمني لـ"الشرق الأوسط" عن وجود انتشار لقوى سورية على الجانب الآخر من الحدود، بين عناصر من الأمن العام السوري ومقاتلين من "هيئة تحرير الشام"، محذرًا من احتمال وجود مقاتلين أجانب لا يلتزمون بتعليمات القيادة السورية، الأمر الذي يُنذر بانفلات أمني قد يعبر الحدود.
وقال المصدر: "لا مشكلة مع القوات السورية النظامية التي تلتزم بأوامر واضحة، لكن الخشية من المقاتلين الأجانب الذين يتحركون خارج أي ضوابط، وهو ما شوهد في أحداث سابقة داخل سوريا نفسها".
وأمام هذه التطورات، تعمل الأجهزة الأمنية اللبنانية على مراقبة دقيقة للوضع الحدودي، وسط تنبّه واستنفار للهيئات المحلية في المناطق الحدودية، بهدف احتواء أي اختراق محتمل قد يُحدث خرقًا أمنيًا أو فوضى يصعب السيطرة عليها.