عاجل:

أمة من الجنود أو أمة من اليهود؟ (جيروزاليم بوست )

  • ٥٧

إيست نيوز- ترجمة باسم اسماعيل 

في الوقت الذي تمر فيه إسرائيل باضطرابات سياسية عميقة وتحديات عسكرية وصدمة وطنية، عاد نقاش واحد إلى الواجهة بشدة: تجنيد الشباب الحريدي (الأرثوذكس المتشددين) الذين يكرسون حياتهم لدراسة التوراة في الجيش. بالنسبة للكثيرين يتم تأطير هذا الأمر على أنه قضية مساواة أو وحدة وطنية، ولكن من من منظور عالم التوراة فإن الأمر أعمق وأخطر بكثير.

لفهم السبب يجب على المرء أولاً فهم ما تعنيه التوراة للشعب اليهودي. إنها ليست مجرد مجموعة من القوانين أو العادات؛ إنها مبرر الوجود اليهودي في أرض إسرائيل. إن عهد اليهود مع الله، كما هو مذكور في التوراة، هو الأساس الذي تقوم عليه الأمة اليهودية وبدونه لا تختلف عن أي أمة أخرى، وبدون أولئك الذين يكرسون حياتهم لدراسة التوراة والحفاظ عليها يضيع نقل هذا الأساس.

لقد رأينا على مر التاريخ أنه عندما يضعف الالتزام بالتوراة تبدأ هوية الشعب اليهودي واستمراريته في الانهيار، هذه ليست مصادفة ثقافية بل حقيقة روحية.

إن طلاب اليشيفا (مدارس الشريعة اليهودية) في إسرائيل اليوم لا يتهربون من الخدمة، إنهم يخدمون الشعب اليهودي بالطريقة الأكثر جوهرية ألا وهي ترسيخ أمتهم برسالتها الإلهية.

هذا لا يعني أنه لا يوجد مجال للنقاش فالتلمود نفسه يناقش التوازن بين الدفاع العسكري والالتزام الروحي، ولكن ما نراه اليوم هو محاولة لمحو دور التوراة في مستقبل إسرائيل.

إن التجنيد الإجباري لكل طالب يشيفا قسرياً والتعامل مع العلم الروحي على أنه يمكن الاستغناء عنه هو إعلان أن بقاء اليهود يعتمد فقط على القوة وليس على المعنى، وهذه وصفة للتدمير الذاتي الروحي لأن اسرائيل ليست دولة عسكرية بل أمة مقدسة مكلفة بمهمة إلهية.

المنشورات ذات الصلة