أكد رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، في مقابلة مع صحيفة "الشرق الأوسط"، أن قرار لبنان اليوم "يُتخذ في بيروت، في مجلس الوزراء، وليس في أي مكان آخر"، مشدّدًا على أن "لا طهران ولا واشنطن تملي على لبنان خياراته". واعتبر أن زمن الحديث عن هيمنة إيران على أربع عواصم عربية "قد ولّى".
وقال سلام إن "قرار الحرب والسلم بات بيد الدولة اللبنانية"، في إشارة إلى أن هذا القرار لم يعد من صلاحيات "حزب الله". ورغم تأكيده على حق مناصري الحزب في التظاهر رفضًا لقرار الحكومة بحصر السلاح في يد الدولة، فقد شدّد على ضرورة عدم إقفال الطرقات الرئيسية، بما فيها طريق مطار بيروت أو أي طريق أساسية أخرى.
وأضاف: "أن كلام قاسم اليوم هو «كلام دعائي تعبوي موجّه لجمهور (مؤيدي حزب الله). للأسف، هو محاولة تضليل. الأكيد أن هذه الحكومة هي حكومة لبنانية وطنية. تأخذ قراراتها من خلال مجلس الوزراء، وهي ليست خاضعة لإملاءات، بل لمطالب اللبنانيين منها. أعتقد أن اللبنانيين، بغالبيتهم الساحقة، هم مع قرارات الحكومة اللبنانية التي تضع اليوم خطة تنفيذية لحصر السلاح. ليس عندي أي شك بهذا الأمر. حرام الكلام عن أن هذه الحكومة خاضعة لإملاءات. للأسف، لا أريد أن أقول هذا كي لا أدخل في سجالات، لكنني أعرف من هو الخاضع لإملاءات، ومن الذي يستمع للإملاءات، ومن الذي اعتبر نفسه امتداداً لأطراف خارجية. لأ أحد منا في هذه الحكومة يعتبر نفسه امتداداً لأي طرف خارجي».
وتحدث سلام عن زيارته الأخيرة إلى دمشق ولقائه الرئيس السوري أحمد الشرع، قائلاً: "نحن على استعداد لفتح صفحة جديدة في العلاقات اللبنانية – السورية، قائمة على الاحترام المتبادل وعدم تدخل أي طرف في شؤون الطرف الآخر". وأشار إلى وجود "اتفاقات غير متكافئة فُرضت منذ زمن الوصاية السورية على لبنان"، لافتًا إلى أنها تحتاج إلى إعادة نظر.
كما أكد سلام تمسكه بعلاقات لبنان مع المملكة العربية السعودية، واصفًا الرياض بأنها "لاعب عربي وإسلامي ودولي كبير". وأضاف: "نحن حريصون جدًا على هذه العلاقة ونسعى إلى دعم أكبر من المملكة... ونأمل أن نتمكن قريبًا إن شاء الله من رفع حظر سفر الرعايا السعوديين إلى لبنان".