إيست نيوز- ترجمة باسم اسماعيل
من أجل الحصول على كيس دقيق لأطفاله الثلاثة الذين يتضورون جوعاً يتسلح نضال أبو شربي، الأب لثلاثة أطفال والذي يبلغ عمر أصغرهم خمسة أشهر فقط، بسكين لحمايته من اللصوص ويستعد لإطلاق النار عليه من قبل الجيش الإسرائيلي.
أصبح اليأس في غزة أكثر حدة مع الأخبار التي تفيد بأنه بدلاً من العودة إلى طاولة المفاوضات فإن إسرائيل ستوسع نطاق هجومها وسيطرتها العسكرية الكاملة على القطاع المحاصر حيث يحتمي نضال مع عائلته.
في المرة الأخيرة التي ذهب فيها تمكن من الحصول على كيس واحد من الدقيق وسط الزحام الخانق، يقول بحسرة: "كانت فرحتي لا توصف، لكن في الطريق إلى البيت جاءني ثلاثة شبان لم أرهم من قبل يحملون سكاكين كبيرة ورجل يحمل مسدس، هددوني إما أن أعطيهم كيس الدقيق أو سيقتلونني .. تركت الكيس على الأرض وفقدت الأمل وأُغمي عليّ بسبب ما حدث."
أما بالنسبة لعمليات الإسقاط الجوي للمساعدات فنضال يراها مجرد "مُسكنات" تستخدم لتهدئة الأوضاع، وأن الكثير منها لا يصل إلى أكثر المحتاجين، بل إنها تهبط أحياناً في البحر.
الوضع مزرٍ للغاية هناك وأهل غزة يطلقون على قوافل المساعدات اسم "أفخاخ الموت". يختم نضال قصته بيأس: "هذه لعبة شطرنج يتحكم بها الاحتلال ونحن البيادق التي يحركها ويتحكم بها حسب مزاجه تحت سيطرة القناصة والدبابات .. نحن نعيش في لعبة مميتة لا يمكننا السيطرة عليها".