أكد رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون أن مسار الإصلاحات في البلاد انطلق ولن يكون هناك تراجع عنه، مشددًا على أن التحديات والصعوبات لن تثنيه عن المضي قدمًا في تحقيق الأهداف المنشودة.
وخلال استقباله وفد جمعية "كلنا إرادة" برئاسة وفاء صعب في قصر بعبدا، قال عون: "كنا أمام خيارين، إما التعايش مع الخطأ والفساد أو اختيار الإصلاح، فقررت إطلاق المسيرة وتحمل المسؤولية كاملة". وأوضح أن دور القضاء محوري في مكافحة الفساد، معتبرًا أن التشكيلات القضائية الأخيرة ستسرّع في معالجة الملفات العالقة.
وأشار رئيس الجمهورية إلى أن الفساد الذي تراكم على مدى سنوات يتطلب جهدًا كبيرًا لمواجهته، لافتًا إلى أن الأمور وُضعت على السكة الصحيحة، وأن القاعدة يجب أن تكون مكافحة الفساد لا تطبيع ممارساته. وعن التعيينات، شدد على ضرورة اختيار الكفاءات مع الحفاظ على التوازن الطائفي، موضحًا أن معالجة الملفات العالقة تحتاج إلى سرعة من دون تسرّع.
وأكد عون أن "المصلحة العليا فوق كل اعتبار"، مشيرًا إلى أن زياراته الخارجية أظهرت مكانة اللبنانيين في دول الاغتراب وأهمية الاستفادة من طاقاتهم لدعم النهوض الاقتصادي، داعيًا الإعلام إلى إبراز الإيجابيات إلى جانب معالجة السلبيات.
من جهتها، عرضت وفاء صعب أهداف الجمعية التي تضم أعضاء من مختلف الطوائف، مؤكدة أن تمويلها لبناني بالكامل، وأن عملها يتركز على الإصلاح وترسيخ سيادة الدولة، مشيرة إلى توافق توجهاتها مع خطاب القسم.
وفي سياق آخر، استقبل عون النائب فراس حمدان الذي أكد دعمه لموقف الرئيس في تنفيذ القرار التاريخي بحصرية السلاح بيد الدولة عبر الجيش اللبناني، واستكمال مسار الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة وإعادة الإعمار.
كما التقى الرئيس الوزير السابق إبراهيم الضاهر، وبحث معه في عدد من الملفات، إضافة إلى وفد "المركز اللبناني للوساطة والتوفيق" برئاسة المحامية منى حنا، حيث شدد عون على أهمية إرساء ثقافة الوساطة لتخفيف الضغط عن المحاكم، متعهدًا بالعمل على تطبيق قانون "وسيط الجمهورية".
وفي ختام نشاطه، تسلّم عون من صاحب دار "نوبيليس للنشر" نبيل عبد الحق والعميد المتقاعد سامي ريحانا موسوعة من ثلاثة أجزاء بعنوان "العماد جوزاف عون رئيسًا للجمهورية"، توثق الفترة التي سبقت وتلت انتخابه والمواقف التي رافقت تلك المرحلة.