رأى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن قرار الحكومة اللبنانية القاضي بحصر السلاح بيد الدولة "هو الخطوة الأولى على طريق إنقاذ لبنان من الانهيار الكامل"، مشيرًا إلى أن رئيس الجمهورية "طوّل باله إلى أقصى الحدود، لكنّه رأى أن البلاد ذاهبة إلى الهلاك إذا استمرت الأمور على هذا النحو".
وفي مقابلة تلفزيونية مع قناة الجديد تناول فيها مختلف الملفات الداخلية، شدّد جعجع على أن "لا حوار مع حزب الله قبل تسليم سلاحه بالكامل"، وقال: "إذا تخلى الحزب عن سلاحه، فنحن مستعدون للجلوس معه بعد دقيقتين". واعتبر أن قرار الحكومة الأخير يشكّل أكبر فرصة لوقف العمليات الإسرائيلية وخروج إسرائيل من الجنوب، إذ أعاد الدولة إلى موقع الفعل، لا الاستسلام".
وأكد جعجع أن القرار الحكومي أنقذ لبنان من العزلة الدولية والانهيار الكامل، مضيفًا: "لو لم يُتخذ هذا القرار، لتخلى كل أصدقاء لبنان عنه، ولكنا سقطنا في عزلة داخلية وخارجية معًا".
فيما يلي أبرز مواقف جعجع في تصريحاته الأخيرة:
عن الجيش وخطة السلاح: وصف القول إن الحكومة رمت "كرة النار" في يد الجيش بأنه توصيف خاطئ، مشيرًا إلى أن الخطة شبه جاهزة وستُنقح في آب.
عن موقف "الثنائي": أكد أن انسحاب وزرائهما لم يكن قرارًا شخصيًا، بل بدفع سياسي.
عن البيئة الشيعية: قال إن أكثر المستفيدين من قرار نزع السلاح هم بيئة "الحزب"، لأنهم "أدركوا أن هذا السلاح لا يحميهم".
عن العلاقات الخارجية: انتقد جعجع العجز عن جذب دعم دولي، قائلاً: "أي دولة تريد مساعدتنا تطلب ضمانة، والدولة اللبنانية اليوم لا تملك أن تقدّم شيئًا".
عن حزب الله: شدد على أن الأجهزة الأمنية لم تكن تتعامل مع "الحزب" كجهة خارجة عن الدولة، لكن ذلك بدأ يتغيّر اعتبارًا من اليوم، مع توقف الدولة عن تقديم خدماتها للحزب، مما يضيّق عليه الخناق.
وفي الشق السياسي، وجّه جعجع انتقادات مباشرة للنائب محمد رعد، قائلاً: "بدلاً من إلقاء المواعظ، فليتقدّم بطلب طرح الثقة بالحكومة". كما اعتبر أن كلام الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم عن "معركة وجودية" يربط فيها السلاح بالطائفة الشيعية "خطير جداً"، مؤكدًا أن السلاح لا يُحتكر من طائفة، بل هو من صلب صلاحيات الدولة وحدها.
أما في الملف الاقتصادي، فحمّل جعجع المصارف، والدولة، ومصرف لبنان المسؤولية عن الانهيار المالي، كلٌّ بحسب دوره وتلاعبه، مشيرًا إلى أن "كهرباء الدولة اليوم لا تكلّف الخزينة ليرة، للمرة الأولى في تاريخ لبنان".
واختتم قائلاً: "ما كُتب قد كُتب، والقرار الرسمي اللبناني بوضع السلاح بيد الدولة لن يعود إلى الوراء وفي نهاية هذا المسار هناك أمل حقيقي للبنان".