عاجل:

"لن نسلم السلاح لإسرائيل"..قاسم: مسؤولية الدولة وقف العدوان وإعادة الاعمار

  • ١٧


أكد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، خلال احتفال الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد الحاج فؤاد شكر، أن خيار المقاومة هو خيار وجودي لا تراجع عنه، وأن السلاح الذي تملكه المقاومة موجّه حصراً ضد الاحتلال الإسرائيلي، وليس للاستخدام الداخلي أو السياسي.

وتوجه قاسم لالتحية للأسير المحرر جورج عبد الله، الذي بقي صامدًا على موقفه ورفض أي مساومة على قناعاته رغم أربعة عقود من الأسر، معتبراً أن نضاله يشكل رمزًا من رموز المقاومة العابرة للطوائف والأحزاب.

تناول قاسم واقع الدولة اللبنانية، مشيرًا إلى أن بناء الدولة يتطلب وضوحاً في الرؤية والتزامًا حقيقياً، وليس شعارات تُستخدم للهيمنة أو الإلغاء أو الاستقواء، وأوضح أن حزب الله يعمل على مسارين متوازيين لا يمكن فصلهما: مقاومة الاحتلال من جهة، والعمل السياسي من جهة أخرى، من خلال المشاركة في مؤسسات الدولة وتمثيل الناس ومتابعة قضاياهم، دون التخلي عن واجب الدفاع عن لبنان.

وأشار أن انتخاب رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، أتى بعد سنوات من التدهور الشامل الذي أصاب مؤسسات الدولة منذ العام 2019، وأكد أن المقاومة دعامة أساسية في إخراج التوافقات السياسية، وعلى رأسها الرئاسة والحكومة. كما شدد على أن معادلة "الجيش والشعب والمقاومة" ليست شعارًا بل التزامًا وطنيًا جامعًا، وأن المقاومة لا تصادر دور أحد بل تتكامل مع الجميع في مواجهة العدوان.

ورأى قاسم أن اتفاق وقف إطلاق النار الأخير لم يُنفذ من قبل إسرائيل، رغم تعهداتها، فيما التزمت الدولة اللبنانية ومؤسساتها بتنفيذه بدعم من حزب الله. لكنه أكد أن إسرائيل، بدعم أمريكي، تسعى إلى خرق الاتفاق والتمدد انطلاقًا من النقاط الحدودية المحتلة، بهدف فرض وقائع جديدة تُمهد لتدخلها في القرار اللبناني، وتحويل الجنوب إلى منطقة خاضعة لسيطرتها.

اتهم قاسم الإدارة الأمريكية بالسعي لفرض وصاية جديدة على لبنان بواجهة عربية، تعمل على إخضاع الدولة اللبنانية وتجريدها من مصادر قوتها، وعلى رأسها المقاومة، موضحًا أن هذا المشروع لا يستهدف حزب الله وحده، بل يهدد الكيان اللبناني كله، بمختلف طوائفه ومناطقه. وأكد أن كل من يدعو إلى تسليم سلاح المقاومة في ظل استمرار العدوان، إنما يخدم المشروع الإسرائيلي، وأن السلاح لن يُسلَّم إلا للدولة القادرة على حماية الأرض والشعب.

دعا قاسم الدولة إلى تحمل مسؤوليتين أساسيتين: أولًا، العمل الجاد على وقف العدوان بكل الوسائل الممكنة؛ وثانيًا، الشروع الفوري في إعمار ما دمّرته إسرائيل، معتبرًا أن الإعمار ليس ترفًا، بل ضرورة اقتصادية واجتماعية تعود بالفائدة على الدولة والمواطنين معًا. وأكد أن حزب الله قدّم كل عناصر القوة الممكنة للدولة، وعلى الدولة الآن أن تقوم بواجباتها.

في ختام كلمته، جدّد الشيخ نعيم قاسم التزام حزب الله بخيار السيادة والاستقلال والتحرير، ورفضه الكامل لأي محاولة لجعل لبنان ملحقًا بإسرائيل أو خاضعًا لوصاية خارجية. ودعا إلى وحدة وطنية حقيقية تُخرج لبنان من أزمته وتحميه من العدوان، مؤكدًا أن لبنان وطن نهائي لكل أبنائه، ولن يكون حكرًا على أحد، وأن المقاومة ستبقى عنصر قوة لا عنصر انقسام.


المنشورات ذات الصلة