عاجل:

أمنية بعد غياب زياد: واحدة بعد... (آراء حرة)

  • ٢٠٦

"آراء حرة" – "ايست نيوز"

بقلم رواد غسان خوري

لحنٌ واحد بعد، أرجوك...

نغمة صغيرة، تمرّ خفيفة عالقلب،

قبل أن ترحل.

مسرحية واحدة فقط،

ولو مشهدٌ من خمسةِ دقائق،

نضحك فيه ونبكي...

مقابلة... مقالة... جملةٌ تُقال على الماشي،

نكتةٌ لا نضحك لها بل نفهمها بعد سنة،

شتيمة واحدة بلهجتك الساخرة...

قبل أن ترحل.

جلسة واحدة في مقهى بالحمرا،

نتفرّج على الناس، ونفسّر الوطن من فنجان قهوة،

تتكلّم عن كل شيء ولا شيء...

كأن الوقت واقف...

كأنك لم ترحل بعد.

سهرة واحدة بعد،

فوق دفترٍ ملوّن بالحبر والرماد،

نخاف فيها على الوطن، ونضحك منه...

نخون ونغفر في الوقت ذاته،

كما كنت تفعل دائماً.

سيجارة واحدة بعد،

نكسر بها الصمت، ونشعل الكلام،

تختصر السياسة، والمسرح، والقديسين،

وتطير.

ترنيمة واحدة بعد،

ترتيلة قديمة بصوت فيروز،

أو حتى بصوتك المبحوح،

ندندنها معاً... بلا إيمان ولا إلحاد،

فقط لأن فيها وجعاً جميلاً، يشبهك.

أرجوك...

فنجان قهوة واحد بعد،

ليس لأجل الكافيين، بل لأجل الطقوس.

أغنية ناقصة... جملة غير مكتملة...

صمتٌ معلّق بين البيانو والكلمة.

أرجوك...

رحيلك ثقيل.

فاتك أن تودّع جمهوراً لا يصفّق بيديه بل بقلبه وروحه،

ينتظر دائماً "واحدة بعد..."

المنشورات ذات الصلة