كتبت جريدة _الجريدة الكويتية" أنه "لا تترك الضغوط الممارسة على لبنان أي مجال للمماطلة. يقول المطلعون على كواليس الاتصالات إنه لم يعد هناك مجال لكسب الوقت ولا المناورة. يتصفح المسؤولون يومياً حساب الموفد الأميركي، توم براك، على وسائل التواصل الاجتماعي للاطلاع على رسائله وتحذيراته، والتي يشير فيها بوضوح إلى أنه لابد من العمل سريعاً على إقران الأفعال بالأقوال".
وأشارت "الجريدة الكويتية" إلى أن الاتصالات مستمرة على المستوى الداخلي بين الرؤساء والمسؤولين من مختلف الاتجاهات للوصول إلى صيغة تقتضي عقد جلسة حكومية يُتخذ فيها قرار واضح يتعلق بحصرية السلاح بيد الدولة، ويضع جدولاً زمنياً ومراحل للآلية التنفيذية، هذه الجلسة لم تنضج حتى الآن، رغم معرفة جميع المعنيين بأن الوقت أصبح ضاغطاً. استمرت الاتصالات الخارجية مع الفرنسيين والأميركيين في محاولة للحصول على ضمانات بوقف الخروقات الإسرائيلية، ووقف عمليات الاغتيال والاستهدافات، ولكن كل هذه الاتصالات لم تسفر عن نتيجة حتى الآن.
وإعتبرت "الجريدة الكويتية" أنه "حتى أن الصيغ التي اقترحها رئيس مجلس النواب نبيه بري حول وقف النار لمدة 15 يوماً بدءاً من الأول من أغسطس من قبل إسرائيل لم يأت جواب بشأنها، بل ما وصل إلى اللبنانيين هو أن يبدأ لبنان التحرك والعمل قبل ممارسة الضغوط على إسرائيل.
في المقابل، حزب الله يرفض الالتزام بكل الشروط الخارجية وبالورقة الأميركية، ويعتبر أن الردّ الإسرائيلي على كل المطالب اللبنانية بالانسحاب جاء معاكساً من خلال توسيع نطاق تمركز الإسرائيليين في عدد من النقاط التي يحتلونها في الجنوب، بالإضافة إلى بناء تحصينات عديدة في عدد من المواقع، وتشييد إنشاءات عسكرية واسمنتية، وهو ما يُعتبر رداً مباشراً، ويوحي بأن إسرائيل تمهد للبقاء لفترة طويلة في هذه المواقع المحتلة، لاسيما في ظل إصرارها على خلق منطقة عازلة من خلال منع إدخال أي مواد بناء للمواطنين اللبنانيين ومنعهم من العودة إلى قراهم، ما يدفع الحزب إلى التخوف من أن تحاول تل أبيب استنساخ ما تسعى إلى تكريسه في سورية، أي خلق منطقة عازلة كلياً في الجنوبين السوري واللبناني".
وتساءلت الجريدة "ماذا لو لم يتم الوصول إلى حلّ ولم يتم الحصول على ضمانات؟ هنا تتعد المخاوف، بعض الجهات تعتبر أن المهلة الممنوحة للبنان هي منتصف أغسطس، وبعدها من الممكن أن يصعد الإسرائيليون عملياتهم العسكرية وتركيزها في مناطق متعددة شمال نهر الليطاني، وصولاً إلى البقاع التي يعتبرونها تحتوي على مخزون للصواريخ الثقيلة.
جهة أخرى تعتبر أن تل أبيب لن تدخل في حرب واسعة بل ستعمل على تصعيد نوعي في عملياتها العسكرية، وهناك اتجاه ثالث ينظر إلى أن النتيجة ستكون بفقدان الاهتمام الدولي بلبنان، ومنع تقديم أي دعم أو مساعدات له، فيبقى منعزلاً ومنطوياً على نفسه، ويواجه أزماته بلا أي مساعدة خارجية".