عاجل:

مراوحة في المشهد السياسي اللبناني وحصار مالي دولي مشروط بالانتهاء من «ملف السلاح» (الأنباء الكويتية)

  • ٣١

كتب ناجي شربل وأحمد عز الدين:

يتراوح المشهد في لبنان بين دولة تدفع بعجلة الحياة في جميع المرافق والميادين، وشعب ينتصر لإرادة الحياة بالمشاركة في المهرجانات الصيفية بالمناطق، وتمضية ساعات في زحمة السير على جميع الطرق التي تربط العاصمة بيروت بالضواحي والمداخل المؤدية إلى الجنوب والشمال. أما الجانب الآخر الأكثر واقعية من المشهد، فهو الركود في موضوع المساعدات الاقتصادية وإطلاق عملية إعادة الإعمار.

باختصار، المشهد في البلاد يتوقف عند موضوع نزع كل سلاح غير شرعي، وحصرية قرار السلم والحرب بيد الدولة اللبنانية. وفي هذا الشق، «حرب ناعمة» على جبهات عدة بين المجتمع الدولي والسلطات اللبنانية، وبين الأخيرة و«حزب الله» الرافض حتى كتابة هذه السطور تقديم خطوات عملية دون الحصول على الحد الأدنى من مطالبه، والتي تتبناها السلطات السياسية اللبنانية في التزام إسرائيل باتفاق وقف إطلاق النار الموقع 27 نوفمبر 2024 برعاية أميركية - فرنسية. وليس باليد حيلة، مع إعلان المبعوث الأميركي توماس باراك عدم قدرة بلاده على إلزام إسرائيل بشيء في هذا السياق، ودعوته السلطات اللبنانية إلى معالجة ما سماها مشكلة داخلية تتعلق بسلاح «الحزب»، وعدم إقحام المجتمع الدولي فيما يعتبره أمرا بديهيا من تمتع السلطات اللبنانية بالسيادة الداخلية كاملة على أراضيها من دون شريك.

اللافت أيضا كلام رئيس الجمهورية العماد جوزف عون أمام وفد من نادي الصحافة، مشيرا إلى قيامه شخصيا باتصالات مع «حزب الله» لحل مسألة السلاح، «وانه يمكن القول ان هذه المفاوضات تتقدم ولو ببطء، وان هناك تجاوبا حول الأفكار المطروحة في هذا المجال».

وبين المواقف الدولية المعلنة والتحركات الإقليمية البعيدة عن الأضواء، تزداد الصورة الضبابية للوضع المقبل غموضا.

وقال مرجع سياسي لـ«الأنباء»: «دخلت مرحلة قيام الدولة من جديد دائرة المراوحة والانتظار القلق، مع الخشية من تنفيذ الدول الراعية تهديدها بترك لبنان لمصيره، وسط معلومات متزايدة عن محاولة إعادة الوضع الاقليمي لما كان عليه قبل «حرب الإسناد» اللبنانية، و«طوفان الأقصى» في غزة، الأمر الذي يزيد منسوب القلق لدى كثير من الأوساط».

وأشار المصدر إلى انه «مع رفض تقديم أي ضمانات للبنان أو السماح بالإفراج عن أي مساعدات تفتح الباب أمام إعادة الإعمار، بدأت القضية تتحول إلى تحريض على الحكومة، الأمر الذي يلقى قبولا لدى شرائح واسعة من سكان المناطق الحدودية الذين اقتربوا من طي السنة الثانية بعيدا من قراهم ومنازلهم المدمرة، حيث ان الحرب وعمليات الهدم والتجريف الإسرائيلية غيرت معالم تلك البلدات».

وتابع القول: «السلطة اللبنانية تحاول تجنب الوصول إلى الحائط المسدود من خلال شراء الوقت، عبر اتصالات يجريها الرئيس جوزف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، سواء مع «حزب الله» أو مع أطراف إقليمية في محاولة لحلحلة بعض الأمور بغياب أي أوراق ضاغطة بيد لبنان، في وقت تفتح الظروف الإقليمية الراهنة شهية إسرائيل لاستكمال عدوانها وتحقيق عجزت عنه خلال الحرب الأخيرة. في المقابل، يقوم الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية بجهد استثنائي لقطع دابر أي محاولات لإحداث بلبلة أو اهتزاز أمني».

ورأى أن التجديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب «اليونيفيل»، الذي سيتم بعد أقل من شهر، سيكون سببا إضافيا للضغط على لبنان من خلال العمل على توسيع مهام هذه القوات، وهذا ما قد تعارضه الحكومة وسبق أن رفضته، لجهة أي تحرك لهذه القوات من دون مشاركة الجيش اللبناني أو التعاون معه.

وأضاف: «المواجهات والاعتراضات المتعددة التي يقوم بها مدنيون ستكون مبررا للمطالبة بتعزيز دور هذه القوات وإطلاق يدها، على اعتبار أن عمليات الاعتراض سياسية ولو برداء مدني، الأمر الذي يمكن أن يفتح الباب على مواجهات أوسع».

المنشورات ذات الصلة