عبّر شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، الشيخ الدكتور سامي أبي المنى، عن حزنه العميق للأحداث الدامية في السويداء، داعيًا إلى وأد الفتنة بين الدروز والعشائر السنية، ومشدّدًا على ضرورة الحوار العقلاني لمعالجة الهواجس.
وحمّل الشيخ أبي المنى الدولة السورية المسؤولية الأولى عن تدهور الوضع، منتقدًا غياب الرعاية والوساطة الفعالة التي كان يمكن أن تمنع سفك الدماء. وأكد أن أبناء السويداء كانوا في موقع الدفاع عن النفس، نافياً اتهامات بارتكاب مجازر بحق البدو، ومعتبراً أن الأخبار الكاذبة والتحريض الطائفي فاقما الأزمة.
وشدد على أن الموحدين الدروز لم يكونوا يومًا دعاة اعتداء، بل لطالما دافعوا عن أرضهم وكرامتهم، وحذّر من محاولات اختراق المؤسسات الأمنية من قبل جهات متطرفة. كما دعا الدولة السورية إلى استعادة ثقة أبنائها بالحوار والانفتاح.
الشيخ أبي المنى رفض اللجوء للحماية الإسرائيلية، مؤكداً أنها لا تنطلق من حرص على الدروز، بل من أطماع ومخططات. وأوضح أنه، إلى جانب الزعيم وليد جنبلاط، يسعى إلى الوساطة لاحتواء الفتنة، مشيرًا إلى علاقات إيجابية مع مشايخ العشائر في لبنان وسوريا.
وختم بالتأكيد على أن المصالحة والتعايش هما السبيل الوحيد لتجاوز المحنة، رغم الجراح العائلية العميقة، داعيًا الجميع إلى التعلّم من التاريخ ونبذ العنف والفتن.