عاجل:

"اتفاق وقف إطلاق النار ليست ورقة يمكن تجاوزها".. بري لبرّاك: ما يشهده الجنوب السوري يجعل الناس يفكّرون بطريقة مختلفة حول موضوع السلاح (الأخبار)

  • ٦٩

كتبت جريدة "الأخبار" في افتتاحيتها أن "الإشارات المتناقضة التي لفّت زيارة المبعوث الأميركي توماس برّاك لم تخفِ حقيقة أنّ الرجل قال صراحة أمام جميع من التقاهم، إنّ الإدارة الأميركية تريد حلّاً قابلاً للعيش لمدّة طويلة، وليس مجرد هدنة.

وفيما شرح لمن اجتمع بهم نظرته إلى الأوضاع في لبنان، وتأثير ما يجري في إسرائيل وسوريا عليه، كان لافتاً أنه أقرّ بأنّ اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع نهاية تشرين الثاني الماضي موجود على الطاولة، وأن الجهد يجب أن يتركّز على سبل تنفيذه".

وأشارت "الأخبار" إلى أنّ "الأهم كانت مبادرة رئيس المجلس النيابي إلى وضع إطار للبحث مع المسؤول الأميركي، انطلاقاً من فكرة أنّ اتفاق وقف إطلاق النار ليست ورقة يمكن تجاوزها.

وهو قدّم شرحاً مسهباً لبرّاك حول مسار الأحداث منذ تاريخ 27 تشرين الثاني، وقدّم له لائحة بالخروقات الإسرائيلية منذ ذلك التاريخ وأرقاماً مفصّلة حول عدد الشهداء الذين قتلتهم إسرائيل في لبنان منذ ذلك التاريخ، ليخلص للقول: "أمام هذه الوقائع، هل يتحمّل لبنان أي مسؤولية في عدم احترام اتفاق وقف إطلاق النار؟".

"ولم ينتظر بري الذي كان محيطاً بأجواء لقاءات برّاك في اليوم الأول من زيارته أجوبة قد تبدو عامة، فسارع إلى إبلاغ الموفد الأميركي بأنه (أي برّاك) بات خبيراً بما يجري في سوريا وليس في لبنان، وبأنّ ما يشهده الجنوب السوري من حرب طاحنة وعمليات قتل واعتداءات إسرائيلية على دمشق نفسها، كل ذلك، يجعل الناس العاديين يفكّرون بطريقة مختلفة حول موضوع السلاح.

وخلص إلى اقتراح جملة أفكار على المبعوث الأميركي، أبرزها أن يعمل على إقناع إسرائيل بوقف الاعتداءات اليومية وعمليات الاغتيال، وبالانسحاب ولو ضمن برنامج تدريجي من كل المناطق المحتلة، لأنّ ذلك يساهم في خلق مناخ من الاستقرار، ما يساعد على البحث في الأمور الأخرى، بما في ذلك إطلاق حوار داخلي حول إستراتيجية دفاعية وطنية تجيب على السؤال المتعلّق بسلاح المقاومة".

وفهم برّاك من بري انه في ظلّ استمرار الأمور على ما هي عليه، فسيكون من الصعب على أحد طرح مسألة نزع السلاح.

وكرّر على مسامع الموفد الأميركي الحديث عن أوضاع عشرات آلاف النازحين اللبنانيين بفعل العدوان، وبسبب منع إسرائيل الناس من العودة إلى قراهم، ومنع إطلاق عملية إعادة الإعمار.

وذكرت "الأخبار" أنه وبحسب المعطيات، بدا برّاك متفهّماً لما قاله بري، وهو نفى أن يكون قد أتى للمطالبة باتفاق جديد. وفيما لفت إلى أنّ إسرائيل أيضاً تعتبر أنّ الاتفاق لم ينفّذ، أقرّ بضرورة العمل على إنجاز خطوات عملانية تتيح الحديث عن "تقليص مساحة التوتّر، بما يساعد على الشروع في خطة لبنانية داخلية لتحقيق هدف حصرية السلاح بيد الدولة".

وكشفت المصادر أنّ "مستشار رئيس المجلس علي حمدان زار بعبدا موفداً من بري ليل أمس واستمع من رئيس الجمهورية إلى أجواء لقائه مع براك"، مشيرة إلى أنّ الموفد الأميركي "لم يسمع من بري ما هو مختلف عن موقف عون لجهة الضمانات التي يطلبها لبنان الذي لا يُمكن أن يذهب إلى تنفيذ المطلوب دون تحصيل شيء"، خصوصاً أنّ "الورقة التي حملها المبعوث الأميركي في زيارته الثانية كانت أسوأ بكثير من تلك التي حملها في زيارته الأولى، وتضمّنت تفاصيل كثيرة بشأن السلاح وتحديد ما يجب أن يحصل، حتى أنها حدّدت أنواع الأسلحة وأسماءها ونوعيّاتها، ناهيك عن نقطة ثانية ركّزت عليها هي العلاقة مع سوريا والترتيبات التي يجب أن يسير بها لبنان".

المنشورات ذات الصلة