عاجل:

هل تبقى طرابلس بمنأى عن العاصفة السورية، أم أن "مشهد ٢٠١١" من الماضي؟ (خاص)

  • ٣٨


خاص – "إيست نيوز" 

منذ اندلاع احداث السويداء وتزامنا مع طرح علاقة طرابلس بـ "بلاد الشام" شخصت الأنظار الى مدينة طرابلس كونها على تماس مع الأحداث. فهي المعقل الأساسي للسنة في لبنان وغالبا ما تتأثر بما يجري في سوريا بحكم التاريخ والجغرافيا، وحيث لا يبدو الوضع بعيدا عما جرى بداية الثورة السورية عام ٢٠١١ عندما تعاطفت الساحة الطرابلسية مع الثورة في مواجهة نظام بشار الأسد وفتحت أبوابها للنازحين السوريين مما تسبب بتوترات بين باب التبانة وجبل محسن في حينه. وقد أتت التظاهرات التي جابت شوارع المدينة مؤخرا دعما للرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع لتعيد رسم المشهد القديم، إضافة الى حادثة مقتل مواطن لبناني يقال انه شارك في قتال السويداء فهذه الأمور فاقمت الهواجس من انتقال موجة الفوضى والاقتتال الطائفي الى لبنان.

عن حال طرابلس اليوم أكدت شخصية سياسية طرابلسية لموقع "ايست نيوز" ان الوضع ممسوك امنيا بالتنسيق الكامل بين القوى السياسية والأجهزة العسكرية والأمنية فعين الدولة ساهرة والإجراءات قائمة لمنع تمدد النزاع السوري الى لبنان. لكن ذلك لا يعني ان الوضع سليم مئة بالمئة فالخوف حاضر من تمدد أحداث سوريا الى طرابلس بالذات كونها البيئة الجاهزة دوما لتلقي ردود الفعل، و" جسمها لبيس" لتلقي الاتهامات كما ظهر في محطات كثيرة.

قد تتأثر طرابلس بما يجري في سوريا كما قد يحصل في كل لبنان ووزير الداخلية أحمد الحجار قال حرفيا "عندما تكون سوريا بخير يكون لبنان بخير أيضا"، لكن ذلك لا يعني انتقال الشرارة الى لبنان. وتقول مصادر طرابلسية ان رفع صور أحمد الشرع في طرابلس ومشاركة عشرات الأشخاص في تحركات شعبية، لا يمثل مدينة يقيم فيها مئات الآلاف وليس بالطبع اذعانا لبنانيا بانضمام طرابلس الى سوريا. ويمكن الجزم ان لا أحد في طرابلس اليوم يغطي عملية سياسية من هذا النوع علما ان هذا الطرح ورد في موقع إسرائيلي ولا يمكن الاستناد إليه. 

وأكدت المصادر ان لا قوى حاضنة اليوم لهذا المشروع والأمور مختلفة عن الماضي بعد انتخاب رئيس جمهورية وتشكيل حكومة كما ان لا أحد يقبل ان يلزم أمن لبنان الى جهات خارجية.

ويفترض كما تضيف المصادر الأخذ بعين الإعتبار الخصوصية وتداخل المجتمع الطرابلسي اقتصاديا مع سوريا، فطرابلس كانت المرفأ الطبيعي لها والمدرسة والمستشفى إلا ان طرابلس لن تكون عاملا مفجرا ومساهما بانتقال حريق سوريا الى لبنان.

والملاحظ، تختم المصادر لتقول: أن وجود إشكالات أمنية لا يمكن حجبه، إلا ان الدعوات الى التهدئة تسيطر على المشهد العام. حيث علم موقعنا ان الجيش بدـ بتنفيذ إجراءات امنية إسثنائية بعد الحديث غير المثبت عن تدفق عناصر سورية الى المدينة، وهو ما دفع بالجيش الى اصدار بيان دعا فيه الى "التنبه وعدم السماح بأي اخلال بالأمن او المس بالسلم الأهلي".

المنشورات ذات الصلة