عاجل:

الدروز: عقيدة منعزلة في مواجهة شرق أوسط متصدع (نيويورك تايمز )

  • ٥٧

إيست نيوز- ترجمة باسم اسماعيل 


أدت أعمال العنف الأخيرة في محافظة السويداء إلى مقتل المئات من الأشخاص، وهزّت القيادة الجديدة الهشة في البلاد كما جذبت إسرائيل إلى الصراع.

وفي قلب هذه الأزمة يوجد الدروز، وهم أقلية دينية سرية لطالما صاغت هوية غير مستقرة في سوريا ولبنان وإسرائيل، حيث حافظوا على تقاليدهم الصارمة مع التكيف مع القوى الإقليمية. هذا التوازن يتعرض الآن لضغوطات بسبب الاضطرابات في سوريا والموقف الإسرائيلي الحازم.

وعلى الرغم من أن للدروز جذور تاريخية مشتركة مع الإسلام إلا أنهم لا يعتبرون أنفسهم مسلمين، حيث تمزج ديانتهم التوحيدية بين عناصر من الفلسفة اليونانية والهندوسية والأفلاطونية الحديثة، مع نصوص مقدسة لا يمكن الوصول إليها إلا من قبل قلة مختارة. وقد دفع هذا التصوف منذ فترة بعض علماء المسلمين على مر القرون إلى وصفهم بالزندقة.

يتعهد الدروز تقليدياً بالولاء للدولة التي يقيمون فيها وهو مبدأ متجذر في عقيدتهم الدينية التي تعطي الأولوية للبراغماتية والحفاظ على الذات. ففي ظل حكم الأسد تجنب الدروز إلى حد كبير التمرد العلني في الوقت الذي قاوموا فيه أيضاً الاندماج بشكل أعمق مع النظام، وقد خدم العديد منهم في الجيش السوري لكن الميليشيات المحلية حافظت على درجة من الاستقلالية. وقد تم اختبار هذا التوازن غير المستقر في الأشهر الأخيرة مع تحرك الحكومة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع لكبح جماح الجماعات المسلحة التي خلفتها الحرب الأهلية، لكن الأمر وصل إلى نقطة الغليان هذا الأسبوع عندما اندلعت اشتباكات دموية في السويداء بين الدروز والبدو، وسرعان ما أدى ذلك إلى تدخل القوات الحكومية التي بدأت في الاشتباك مع المسلحين الدروز الذين لا يثقون في حكام سوريا الجدد.

في يوم الخميس الماضي خرج العديد من سكان السويداء بعد أن ظلوا مختبئين في منازلهم لأيام .. وجدوا مذابح وواجهات محلات مدمرة وشوارع مليئة بالأنقاض .. وكان أحد السكان هناك يستوعب موت عمته في إحدى تلك المجازر ويحسب حساباً لما يخبئه المستقبل وقال: "لست متفائل ولا متشائم .. إنه يوم عصيب ومشاعري متأجحة جداً".

المنشورات ذات الصلة