أكد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن لبنان يمرّ في لحظة مفصلية تهدد كيانه ومقاومته وبيئته، مشددًا على أن حزب الله "لن يسلّم سلاحه لإسرائيل تحت أي ظرف"، وأن المقاومة لا تزال حجر الزاوية في حماية البلاد.
وفي كلمة ألقاها خلال حفل تأبيني للقائد الشهيد علي عبد المنعم كركي (الحاج أبو الفضل)، لفت قاسم إلى أن الحزب نفّذ كامل التزاماته في اتفاق وقف إطلاق النار، وأن الدولة اللبنانية نشرت الجيش حيث أمكنها في الجنوب، معتبرًا أن "إسرائيل لم تنفّذ شيئًا من الاتفاق، واستمرت في خروقاتها وعدوانها طوال الأشهر الماضية".
وأشار قاسم إلى أن الولايات المتحدة تسعى حاليًا إلى طرح اتفاق جديد، معتبرًا أن الهدف من هذه الصيغة هو "تجنيب إسرائيل مسؤولية خروقاتها وإعادة التفاوض على قاعدة جديدة تمهّد لنزع سلاح المقاومة".
وقال: "نزع سلاح حزب الله هو مطلب إسرائيلي مباشر، والمقاومة التي قامت لتحرير لبنان ومنع استيطانه، لن تسلّم أوراق قوتها لإسرائيل على طبق من فضة".
وفي موقف لافت، انتقد قاسم تصريحات المسؤول الأميركي توم باراك، قائلاً إن "باراك يحرّض الجيش اللبناني على نزع سلاح المقاومة بالقوة، ويهدد بحرب أهلية"، مضيفًا: "لبنان اليوم أمام ثلاثة مخاطر حقيقية: إسرائيل من الجنوب، داعش من الشرق، والطغيان الأميركي الذي يحاول فرض الوصاية على لبنان".
وأكد قاسم أن حزب الله وحركة أمل "يشعران بتهديد وجودي حقيقي يطاول المقاومة وبيئتها، بل ولبنان ككل"، مشيرًا إلى أن "أي حديث عن سحب السلاح في هذه المرحلة يصب في مصلحة العدو".
وتابع: "لن نتخلى عن قوتنا، نحن مستعدون للمواجهة، ولا يوجد في قاموسنا شيء اسمه استسلام. إسرائيل لن تستلم السلاح منّا، وسنواجه أي عدوان دفاعًا عن كرامتنا ووطننا".
وختم بدعوة اللبنانيين إلى "الصبر على حصرية السلاح في هذه المرحلة"، مشددًا على "أولوية مواجهة الخطر الإسرائيلي، ثم مناقشة الاستراتيجيات الوطنية لاحقًا"، ومؤكدًا أن "وحدة الكلمة والموقف هي السبيل الوحيد لإنقاذ لبنان من المجهول".