عاجل:

كلام "برّاك" ليس زلة لسان ( الأنباء الكويتية )

  • ٧٦

خففت أنشطة القصر الجمهوري في بعبدا، وكذلك في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة والسرايا الحكومية ووزارة الداخلية، لجهة حضور النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف، والممثل السامي لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة ميغيل أنخل موراتينوس، من حدة الجو السياسي والتشنج اللذين تشهدهما البلاد، بعد التصريحات الأخيرة للموفد الأميركي توماس براك خارج بيروت.

وكانت تصريحـــــات براك الأخيرة استمرت في الاستحواذ على الاهتمام السياسي على مختلف المستويات، وستكون سببا إضافيا لإشعال جلسة المجلس النيابي اليوم خلال مناقشة الحكومة حول سياستها على مدى الأشهر الأربعة الماضية. وفي مقدمة هذا الأمر موضوع سلاح «حزب الله» وضرورة تسليمه للدولة، وسط اتجاه من معظم الكتل النيابية للتشديد في مداخلاتها على ضرورة التزام المطالب الدولية والتي تعهد لبنان بالسير بها، وفي مقدمة ذلك سحب كل سلاح غير سلاح الدولة وبسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية، والاعتبار ان الابتعاد عن هذا المسار يعني الاتجاه نحو المجهول.

وقالت مصادر مقربة من مرجع رسمي لـ «الأنباء»: «كلام الموفد الأميركي ليس سقطة أو زلة لسان قد تصدر عن ديبلوماسي صاحب خبرة طويلة ويحمل أكثر من ملف حساس.

وقد جاءت مواقفه لتوجيه رسالة بطريقة غير مباشرة، لم يشأ ان يصارح بها المسؤولين الذين التقاهم وجها لوجه، وكلامه عن «العودة إلى بلاد الشام»، قد لا يكون تفسيره بالجغرافيا بل بالسياسة، كما حصل في تسعينيات القرن الماضي، عندما وضع الجانب الأميركي الملف اللبناني في عهدة النظام السوري السابق، حيث أصبح حامل منصب مسؤول جهاز الأمن والاستطلاع في القوات السورية العاملة في لبنان، هو صاحب الأمر والنهي في كل كبيرة وصغيرة في لبنان، وفي أي تعيينات وحتى الترشيحات النيابية والوظيفية».

وأشار المصدر «إلى ان الحكم في لبنان يقف بين خيارين أحدهما أصعب من الآخر. فالسير بالمطالب الدولية قد يؤدي إلى الذهاب إلى انقسام وإحداث شرخ في بنية النظام اللبناني. وفي المقابل، فإن مسايرة الواقع المحلي إلى حد كبير، تؤدي إلى تراجع الثقة الدولية بشكل تدريجي في لبنان، وضياع فرصة بناء دولة مستقرة تستطيع مواجهة التحديات الإقليمية والدولية. من هنا فإن السلطة اللبنانية تحاول إمساك العصا من النصف لجهة التأكيد على الالتزامات التي تعهدت بها دوليا، وفي الوقت عينه تحقيق هذا الهدف عبر التشاور والحوار، مع مراعاة عامل الوقت الذي لن يبقى مفتوحا دون سقوف، خصوصا ان كل المؤشرات تؤكد ان المجتمع الدولي يعمل وبكل الوسائل على ترتيب واقع جديد لمنطقة الشرق الأوسط التي تعيش عدم استقرار على مدى عقود، ما يؤدي إلى انعكاسات سلبية على الواقع الدولي».

المنشورات ذات الصلة