أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم السبت، تشكيل لجنة برلمانية خاصة لبحث المتطلبات القانونية لعملية نزع سلاح حزب العمال الكردستاني، مؤكدًا أن "47 عامًا من الإرهاب وصلت إلى مرحلتها الأخيرة"، في إشارة إلى التطورات الأخيرة التي تمهد لإنهاء النزاع المستمر منذ عقود بين الدولة التركية والجماعة الكردية المسلحة.
وفي خطاب ألقاه من العاصمة أنقرة، شدد إردوغان على أن "التغيرات في سوريا والعراق ساعدت تركيا في التعامل مع الإرهاب"، مشيرًا إلى أن "تكلفة الإرهاب على البلاد بلغت تريليوني دولار، وأدى إلى استشهاد 10 آلاف عنصر أمني و50 ألف مدني خلال العقود الماضية".
وقال الرئيس التركي إن حكومته قاتلت الإرهاب، لكنها في الوقت نفسه "اقتربت من الإخوة الأكراد، وأظهرت لهم أنها تعمل لمصلحة البلاد ومصلحتهم"، في إشارة إلى سعي أنقرة للفصل بين المدنيين الأكراد ومسلحي حزب العمال الكردستاني المحظور.
وتزامن هذا الإعلان مع تطور ميداني لافت، حيث بدأ مقاتلو حزب العمال الكردستاني، أمس الجمعة، تسليم أسلحتهم في خطوة رمزية نُفّذت قرب مدينة السليمانية في شمال العراق، وتحديدًا عند مدخل أحد الكهوف، حيث قام 30 مسلحًا بإحراق أسلحتهم، في إشارة إلى التزام الجماعة بالمسار الجديد.
ويأتي ذلك بعد قرار اتخذه الحزب في أيار الماضي يقضي بحل نفسه وإنهاء العمل المسلح، استجابة لدعوة علنية وجهها زعيمه المسجون عبد الله أوجلان، الذي يقضي عقوبة بالسجن المؤبد منذ عام 1999.
ومن شأن هذه الخطوة، إذا ما تم تثبيتها قانونيًا وميدانيًا، أن تُنهي أحد أطول وأعنف النزاعات المسلحة في المنطقة، والذي بدأ عام 1984، وأودى بحياة عشرات الآلاف وأثر على الأمن والسياسة والاقتصاد في تركيا لعقود.
×