عاجل:

"اصطفلوا.. دبروها بين بعضكم".. بين إبتسامة برّاك وإبتسامة الرؤساء.. خيط رفيع من الدبلوماسية والحرب (الجمهورية)

  • ٦٤

لم يُصدِّق توما.. برّاك، إلّا عندما وضع إصبعه في الجرح اللبناني. لكن، بما أنّ لديه "شغلاً كثيراً" في أماكن أخرى، كما قال في القصر، فقد ابتسم لنا كثيراً وقال: "دبّروا رؤوسكم. نحن أتينا لنساعدكم وندعوكم إلى الشرق الأوسط الذي سيتغيّر، فيكم وبلاكم. فإذا رفضتم المساعدة، اصطفلوا".

بمراقبة حركات وجهه والجسد، يمكن القول إنّ اللبناني الزحلي العتيق، إبن البرّاك، واحد من أبرع الديبلوماسيِّين الحاليِّين في إدارة دونالد ترامب. ومن زاوية مهنية، يمكن تهنئته لكفايته ومهارته في الخروج من الاجتماعات المعروف سلفاً أنّها فاشلة ومثيرة للتوتر والغضب، وهو في منتهى الانشراح والهدوء والإيجابية. ولكن، في المقابل، يجب على اللبنانيِّين أن يكونوا في المستوى إياه من المهارة في فهم الرسائل «السوبر نارية» التي أطلقها مبتسماً: «حلّوا مشكلاتكم بأنفسكم، كطوائف ومذاهب، و«حزب الله» منكم وفيكم. دبّروها بين بعضكم».

وذكرت جريدة "الجمهورية" أن الجميع كان ينتظر أن يطلق برّاك مواقف غاضبة، سلبية وتهديدية واضحة، ضدّ «الحزب» والدولة، لكنّه كان أذكى بكثير ووجّه تهديداته بسلاسة، وقد أدركها الذين يقرأون جيداً:

1- هو شرعن إطلاق يَد إسرائيل في تنفيذ قرار وقف النار كما تريد، وكما تفعل منذ تشرين الثاني حتى اليوم، في غياب لجنة المراقبة التي يرئسها أميركي.

2- هو مهّد لعزل لبنان عن مسار التغيير الحتمي الذي يشهده الشرق الأوسط، الذي حجزت فيه سوريا الجديدة موقعاً.

3- هو برّر الضغوط العنيفة التي سيتعرّض لها «حزب الله» والدولة اللبنانية، بزيادة العقوبات الدولية وتضييق الخناق.

4- وهذا الأخطر، هو فتح الباب لبروز التناقضات الداخلية حول ملف السلاح. فتحت كل هذه الضغوط، سيكون على اللبنانيِّين أن يتوافقوا بأنفسهم على حل مشكلة السلاح، وهذا أمر صعب جداً على الأرجح.

لقد تزامن وجود برّاك في بيروت مع وجود بنيامين نتنياهو في ضيافة ترمب في واشنطن، حيث النقاش الأساسي يبدأ بملف إيران النووي ونفوذها الإقليمي، ويتشعّب إلى الملفات الشرق أوسطية الأخرى التي تتفرّع منه، بما في ذلك ملف «حزب الله» وسلاحه في لبنان.


المنشورات ذات الصلة