خاص – "إيست نيوز"
يقف لبنان" على إجر ونصف" متهيباً من اي حدث امني طارئ قد يقع في أي لحظة، فمنذ التفجير الإنتحاري الذي استهدف كنيسة مار الياس في دمشق تجددت المخاوف من عودة "داعش" الى العمل من البوابة السورية خصوصا ان لبنان نال حصة كبيرة من مثل هذه التنظيمات الإرهابية التي قاتلت الجيش اللبناني وفجرت المساجد وتفاقمت المخاوف مع توقيف المدعو "قسورة" الذي أعلنت مخابرات الجيش انه احد أبرز قياديي "داعش" حيث كشفت التحقيقات الأمنية معه حيازته أسلحة وأجهزة الكترونية ومعدات لصناعة طائرات "مسيرة" إضافة الى اكتشاف أول من أمس خلية إرهابية في برج البراجنة. .
وتعترف مراجع امنية وسياسية في حديثها الى "ايست نيوز" إن القلق لدى اللبنانيين له ما يبرره ان جاء متأتيا على خلفية ما تردد أيضا من معلومات عن حشود وعناصر من "الإيغور" و"الشيشان" على الحدود اللبنانية - السورية بناء على اعتقاد يسود مؤخرا في الأوساط السياسية عن تحول متوقع في المسار الأمني في سوريا ولبنان ربطا بما يحكى عن عودة تنظيم "داعش" واستعادة قوته وسعيه لإعادة تموضعه على الساحة السورية والسعي للعودة الى لبنان.
وعن احتمال انتقال الإرهاب الى لبنان يؤكد مصدر امني مطلع ان الواقع اللبناني يختلف كثيرا عن الواقع السوري من نواح عدة، ففي سوريا يواجه الحكم الجديد صعوبة في السيطرة على كل المفاصل الأمنية على الأرض السورية اما في لبنان فان الامن ممسوك بقوة والتنسيق قائم بين الرؤساء الثلاثة والاجهزة الأمنية التي تتابع كل التفاصيل لكن طبيعة العمل الامني تفرض التكتم وعدم كشف المعلومات.
وأشار المصدر الى ان الوضع مستقر على الحدود ولم يسجل رسميا أي تحرك لمجموعات مماثلة كتلك المحكي عنها.
فالحدود من الهرمل الى القاع وبعلبك تحت مراقبة الجيش اللبناني ونقاط الأمن السوري في إطار مكافحة التهريب غير الشرعي ومنع تسلل أي مجموعات مسلحة.
وعليه، فان الرواية الأمنية تدحض المزاعم عن تحشيد على الحدود لعناصر إرهابية من "الايغور" و"الشيشان" وهي انباء لم يؤكدها اي مرجع يستحق التوقف عند معلوماته، لتضيف مصادر سياسية بقاعية لـ " ايست نيوز" وتقول: ان الحديث عن حركة مريبة لمقاتلين أجانب غير واقعية واخبار مبالغ بها ويتم استخدامها لاغراض سياسية لم تعد خافية على اكثرية اللبنانيين من اجل تخويف اللبنانيين واستخدام "بعبع" داعش شماعة لتعليق كل المشاكل عليه وتبرير الاحتفاظ بسلاح غير شرعي بعد الاشارة الى عدو جديد غير العدو الاسرائيلي .
ويضيف هؤلاء جميعا، أنه وحتى الساعة لم ترصد مؤشرات خطيرة على الحدود. وبالعكس فإن النشاط التجاري قائم عبر المعابر الشرعية وغير الشرعية إذ يتحدث سكان المناطق البقاعية عن تنقل السوريين العابرين الى سوريا من دون مشاكل كما يؤكد البعض استمرار التهريب الخفي على المعابر بالاتجاهين من سوريا الى لبنان وبالعكس مما يثبت نظرية عدم وجود مخاطر أمنية او مسلحين، بناء لذلك يمكن الجزم ان لا خوف من تسلل مقاتلين اجانب لكن الإحتياط واجب وبالتالي يفترض تعزيز التنسيق السياسي والأمني القائم حاليا بين لبنان سوريا وتقويته وسد الثغرات وترسيم الحدود لمنع تسلل اي فرقة إرهابية الى الداخل اللبناني.