عاجل:

"الموساد في عمق إيران": تسريب وثائق يكشف.. كيف نجح الموساد في اختراق غير مسبوق للبرنامج النووي والصاروخي

  • ٤٣

كشفت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية، ولأول مرة، عن تفاصيل وثائق استخباراتية سرية مسربة، تكشف عمق الاختراق الإسرائيلي لبرنامجي إيران النووي والصاروخي، في تطور اعتبره خبراء دليلاً على قدرات استخبارية "غير مسبوقة".

وأظهرت الوثائق، التي تم مشاركتها مع حلفاء غربيين، أن جهاز "الموساد" وذراعَيْه الاستخباريين عملا على مدى سنوات لجمع معلومات دقيقة قادت إلى خلاصة مفادها أن برنامج الأسلحة الإيراني أوسع وأكثر تقدمًا مما كان متوقعًا سابقًا.

وحسب مسؤول استخباراتي رفيع تحدث للصحيفة، بدأت إسرائيل التحضير لتنفيذ عمليات سرية ضد إيران منذ عام 2010. وأكد أن عملاء إسرائيليين كانوا متواجدين داخل عشرات المواقع المستهدفة، حيث قاموا برسم خرائط تفصيلية للمنشآت من الداخل، ما أتاح استهدافها بدقة متناهية.

وقد شمل الاختراق مواقع نووية معروفة مثل فوردو ونطنز وأصفهان، إلى جانب منشآت سرية لم تكن معروفة من قبل، مما مكّن إسرائيل من توجيه ضربات استباقية دقيقة.

وتركز التقرير على منشأة نطنز، مركز تخصيب اليورانيوم الرئيسي في إيران، حيث نجح العملاء الإسرائيليون في توثيق كافة البنى التحتية فوق وتحت الأرض، من أنظمة أنابيب وآليات تغذية اليورانيوم، إلى محطات التحويل والمولدات، وقنوات التهوية، وهو ما ساعد في ضرب سبعة مكونات حيوية في المنشأة.

كما كشفت الوثائق أن إيران أنتجت أجهزة طرد مركزي في ثلاثة مواقع سرية في طهران وأصفهان، واستهدفت إسرائيل لاحقًا منشأة في أصفهان تنتج ألياف الكربون للبرنامج الصاروخي، ومجمعًا لتصنيع المتفجرات البلاستيكية المستخدمة في اختبارات الأسلحة النووية.

في جانب الصواريخ، أوضحت الوثائق أن إيران كانت تخطط لإنتاج عشرات صواريخ أرض-أرض طويلة المدى شهريًا، لبناء مخزون يصل إلى 8000 صاروخ، وقام العملاء الإسرائيليون بزيارة ورش ومصانع الإنتاج، ما سمح بتدمير "الصناعة الداعمة كاملة".

وشملت الأهداف عشرات المواقع، بينها مجمع بارشين العسكري، ومنشآت أنظمة التوجيه والرؤوس الحربية والمحركات.

وأكد التقرير أن إيران انتقلت نهاية 2024 من مرحلة البحث إلى تطوير أنظمة تفجير وإشعاع متقدمة، مع اختبارات أوصلتها إلى عتبة "القدرة النووية في غضون أسابيع".

وترجع هذه المنشآت إلى منظمة SPND التي كان يقودها العالم النووي محسن فخري زاده، الذي اغتيل في 2020 في عملية نسبها الإعلام الغربي إلى إسرائيل.

وعلى صعيد الردود، ألمح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب خلال قمة الناتو إلى أن عملاء إسرائيليين لا يزالون نشطين داخل إيران، وكشف أن إسرائيل طرحت خيار اغتيال المرشد علي خامنئي، لكنه أوقف هذا المسار.

من جهته، اعترف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأن الهجمات الإسرائيلية ألحقّت "أضرارًا مفرطة وخطيرة" بمواقع نووية رئيسية، وزادت حالة الهلع في طهران التي اعتقلت عشرات المشتبه في تورطهم بالتجسس.

وأكد التقرير أن "الموساد" أصدر تحذيرًا للإيرانيين بالابتعاد عن مركبات "الحرس الثوري"، في دلالة على استمرار الأنشطة الاستخبارية داخل إيران.

وبتعليقها على الوثائق، وصفت خبيرة الشؤون الإيرانية د. إفرات سوفر هذه العمليات بأنها "تجسيد لقدرات استخبارية استثنائية ساعدت إسرائيل على رسم خريطة دقيقة وضرب قلب البرنامج النووي الإيراني".


المنشورات ذات الصلة