إيست نيوز ـ ترجمة باسم اسماعيل
إنه صراع يتغير بشكل دراماتيكي كل ساعة ومحاولة مواكبته هي ضرب من الحماقة. الأسواق وحدها تعكس الحقيقة حول إمكانية نشوب حرب عالمية ثالثة، وفي الوقت الحاضر لا توجد أي علامة على ذلك فليس هناك حشود للقوات والمدفعية ولا عمليات إعادة انتشار بحرية عاجلة وكبيرة، ويقتصر الأمر على قصف صاروخي يطال أهدافاً عسكرية.
ما يميز الأسواق هو أنها تقوم بتكبير التفاصيل التي قد يغفل عنها الكثيرون وسط الضجيج؛ فكل شيء يشير إلى احتواء الصراع وحتى الحديث عن فرض تغيير النظام الإيراني يبدو فاتراً.
إن ما يدعو للقلق حقاً هو مضيق هرمز وأي إشارة حقيقية إلى إغلاقه ستثير الفوضى، وعندها سنرى النفط والغاز يبدآن بالارتفاع والأسهم تنهار والذهب يصعد بشكل مذهل. ولكن كل ذلك لم يحصل، فالذهب لم يتأثر كما أن عائدات السندات طويلة الأجل ظلت ثابتة .. يبدو كل شيء هادئ حرفياً على جبهة الأسواق.
كان هناك ضجيج من إيران بأنها قد تغلق طريق الشحن، لكن الأسواق تعرف أن البلد الأكثر تضرراً من الإغلاق سيكون إيران نفسها.
يتشبث المستثمرون بوجهة النظر القائلة بأن ترمب لا يريد هذه الحرب لأنه انتُخب بناء على وعد بتجنب المعارك في أراضٍ بعيدة، كما أنهم يعتقدون بأن إسرائيل لا تملك الجرأة على القيام بشيء أكبر.
عندما يتعلق الأمر بالخبراء والمحللين السياسيين الذين يدّعون معرفة أي شيء، فإن المصرفيين والوسطاء يُحذرون من الوقوع في كذبهم، ويبقى شعارهم المفضل "حافظ على هدوئك واستمر".