عاجل:

حصنٌ جديد لنووي إيران... ماذا نعرف عن "جبل الفأس"؟

  • ٢٦

قبل أيام، أسقطت الولايات المتحدة باستخدام قاذفات شبح من طراز «بي-2»، أكبر قنابل تقليدية في ترسانتها، على منشآت نووية إيرانية، سعياً للقضاء على مواقع تشمل منشأة «فوردو» لتخصيب اليورانيوم المقامة أسفل جبل، وكذلك منشأة «نطنز» لتخصيب اليورانيوم ومفاعل «أصفهان» للأبحاث، في ضربة قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنها «دمرت» البرنامج النووي الإيراني.

لكن، قبل الضربة، شوهدت 16 شاحنة تصطف خارج منشأة «فوردو» لتخصيب اليورانيوم، وصرح خبير في البرنامج النووي الإيراني لصحيفة «التلغراف» البريطانية بأن النظام نقل جزءاً كبيراً من اليورانيوم عالي التخصيب إلى موقع سري قبل أن تتمكن الولايات المتحدة من قصف منشآته.

يرى بعض الخبراء أن المكان الأمثل لإخفاء وتكثيف إنتاجها من اليورانيوم المخصب هو «جبل الفأس» الذي يقع على بُعد 90 ميلاً جنوب فوردو، وتفصل بينه وبين منشأة نطنز النووية دقائق فقط.

ووفق «التلغراف»، فإن إيران تقوم ببناء منشأة هناك في الوقت الحالي، وقد بذلت جهوداً كبيرة لتعزيز المنطقة وتوسيعها بهدوء خلال السنوات الأربع الماضية.

وتُظهر صور الأقمار الاصطناعية أن هذه المنطقة توسعت سراً بتحصينات جديدة حول ما يبدو أنه موقع لتخصيب اليورانيوم.

ويقول الخبراء إن حجم وعمق «جبل الفأس» يشيران إلى أن المنشأة ستكون ذات قدرة تخصيب كبيرة يمكن أن تُضاهي أو تتجاوز قدرة منشأة فوردو المتضررة. ولفوردو مدخلا أنفاق، لكن جبل «الفأس» له 4 مداخل على الأقل، اثنان على الجانب الشرقي من الجبل، واثنان على الجانب الغربي.

الأهم من ذلك، أنه يمتد إلى عمق ربما يتجاوز 100 متر تحت السطح مقارنةً بعمق فوردو الذي يتراوح بين 60 و90 متراً.

ويعتقد الخبراء أن حجم المشروع يعني أن إيران قد تستخدم المنشأة ليس فقط لبناء أجهزة الطرد المركزي، بل أيضاً لتخصيب اليورانيوم.

وصرّح بن تاليبلو، الخبير في منظمة الدفاع عن الديمقراطيات، لصحيفة «فاينانشال تايمز»: «السؤال الرئيسي هو ما إذا كانت إيران ستنقل، أو ربما قامت بالفعل بنقل مواد انشطارية إلى منشأة (جبل الفأس) أو أي منشأة أخرى مجهولة».

وزاد من هذه الشكوك حول كون هذا الجبل «الحصن النووي السري الجديد لإيران» بعد رد طهران الغامض والمقتضب على سؤال للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي بشأن الموقع في نيسان.

فقد قال غروسي: «بما أنه من الواضح أن الموقع يقع في مكان تُجرى فيه أنشطة عدة ومهمة تتعلق بالبرنامج النووي، فإننا نسألهم: «ماذا يحدث هناك بالضبط؟»، لترد عليه إيران بقولها: «هذا ليس من شأنكم». وخلال الأيام الماضية، دعا غروسي إلى السماح للمفتشين بزيارة المواقع النووية الإيرانية في محاولة «لكشف» مخزوناتها من اليورانيوم عالي التخصيب.

المنشورات ذات الصلة