عاجل:

أميركا للبنان: لا تتورّطوا في حروب الآخرين (اللواء)

  • ١٤

كتبت وفاء بيضون”

على هامش الحرب الدائرة بين إيران والكيان الإسرائيلي، والتي دخلتها أميركا من بوابة استهداف المفاعل والمنشآت النووية «فوردو، نطنز، وأصفهان»، متوعدة للكثير من الضربات إذا لم تلجأ إيران إلى المفاوضات الأشبه بالاستسلام، حسب تعبير الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

على وقع ما يجري، وبموازاة الأعمال الحربية جال المبعوث الأميركي الخاص للرئيس ترامب «توماس باراك» في المنطقة ليزور تركيا وسوريا ولبنان، حاملاً أكثر من رسالة يمكن اختصارها بعبارة «لمن يهمّه الأمر».

ففي لبنان تتصدّر الحرب الإسرائيلية على إيران كل الاهتمامات، وسط تكهنات لا تنتهي، حول سيناريوهاتها المحتملة وامكانية توسّعها بعد الضربة الأميركية، لتتحوّل إلى حرب إقليمية شاملة، وربما حرب عالمية، كما يرى البعض وسط غموض مريب حول دخول الولايات المتحدة المباشر على خط الحرب.

مصادر مطّلعة رأت: «أنه في هذا الوقت الحسّاس والحرج أتت زيارة «توماس باراك» الى بيروت، ليملأ الفراغ الذي خلّفته المبعوثة الأميركية «مورغان أورتاغوس»، التي كانت تتولى الملف اللبناني في إدارة الرئيس «دونالد ترامب»، وكان يفترض أن تزور لبنان في الأسابيع الماضية، قبل أن يصبح منصبها شاغراً بفعل إقالتها، من دون تعيين بديل لها حتى الآن».

باراك قال في حديثه المقتضب للصحافيين على هامش زيارته إلى بيروت «إنه جاء لمساعدة لبنان كي لا تتكرّر الحرب»، وهو موقف تزامن مع استمرار الغارات الإسرائيلية على مناطق جنوبية عدة، ليحمل في طيات كلامه نوعا من التحذير شديد اللهجة، لجهة عدم سماح السلطات اللبنانية الرسمية لحزب الله القيام بأي ردة فعل بعد ضرب إيران واستهدافها بشكل مباشر من قاذافات الـ (b 2) الأميركية، في إشارة الى ان المبعوث الأميركي كان يعلم مسبقا ان بلاده ستوجه ضربة لإيران، وتكون شريكة الى جانب إسرائيل في هذه الحرب. وكأنه يرمي الى ابلاغ الحزب عبر الدولة ان أي تدخّلا من قبله سيكون في حال حدوثه خيارا سيئا جدا حسب تعبيره.

تتابع المصادر المطّلعة: «ان رسالة باراك تقاطعت الى حد كبير مع أجوبة لبنان الرسمي، الذي يصرّ على أنه غير معني بالحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل، وهو ما يتقاطع عليه ايضا رئيس الجمهورية جوزاف عون، ورئيس الحكومة نواف سلام، اللذان يحذّران من اقحام لبنان في الحرب بأي شكل من الأشكال، والتي لم ترتد على لبنان إلّا بالمزيد من الاعتداءات الإسرائيلية. وهذا أيضا ما أكد عليه رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي جزم بان لبنان لن يدخل في هذه الحرب، علما ان كل المعطيات تؤكد أن الحزب في حالة ترقّب حذر لما يمكن أن تذهب إليه الأمور، ولا سيما إذا خرجت الحرب من أهداف عسكرية الى اغتيال المرشد للثورة الإيرانية السيد علي خامنئي».

بكل الحالات، تبقى هذه التقديرات لما أوحت عليه رسائل باراك مرتبطة فيما سيصدر عن «حزب الله» من مواقف تتجاوز الإدانة؛ ما يوحي بإمكانية خروجه عن موقف التضامن اللفظي والمعنوي مع إيران الى «الاسناد العسكري». علما ان احتمالا كهذا يبقى ضعيفا في هذه الفترة خاصة وان اجماعا لبنانيا شبه وطني يرفض الخوض في غمار حرب الآخرين حسب تعبير بعض المصادر.

وتقول المصادر نفسها انه: «وبمنأى عن موقف الحزب فإن الثابت وسط كل ذلك، أن لبنان يبقى في حالة انتظار، بدأت قبل اندلاع الحرب الإسرائيلية على إيران، حين راهن كثيرون على المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران لتغيير بعض المعادلات ومنها اعتقاد كثيرين أن ملف السلاح قد يكون ملفا حاضرا في أي تسوية مستقبلية».

من هنا، تأتي رسائل «توماس باراك»، أولها أن الملف اللبناني ولو لم يعد يشكّل أولوية بالنسبة للإدارة الأميركية في المرحلة الراهنة، مقارنة بالملف الإيراني، فعلى لبنان قراءة ما يمكن أن ينتج عما يجري في المنطقة لتحديد موقعه في الاصطفافات الدولية الجديدة التي ستتمخض عنها الحرب «الإسرائيلية – الإيرانية» بغض النظر عن الرابح والخاسر فيها.


المنشورات ذات الصلة