يُحتفل اليوم بعيد الأب وهو يوم تم تخصيصه لتكريم الآباء والاحتفال بهم في عدد من البلدان، تقديراً لهم على جهودهم وتعبهم تجاه عائلاتهم وأبنائهم. ويمثّل يوم الأب احتفالًا تم منذ عقود من الزمن وتم اعتبار أنه يوم مخصص للأباء المؤثرين في الحياة لتكريمهم بتقديم الهدايا والامتنان لكل ما بذلوه من عطاء لابنائهم أو لمن حولهم، فهو يمثل السند للطفل منذ الصغر والحضن الأول للأبناء كما أنه مصدر الأمان عند الشعور بالخوف.
ويقوم بعض الابناء بتقديم الهدايا لأبائهم وبعضهم يكتفي بكتابة المنشورات التي تترافق مع صور الوالد في مواقع التواصل الإجتماعي.
يوم الأب حول العالم
يختلف تاريخ الاحتفال بيوم الأب حول العالم، فالفئة الكاثوليكية تحتفل به في التاسع عشر من آذار، أما في الولايات المتحدة فيتم الاحتفال بهذا العيد في ثالث أسبوعٍ من شهر حزيران يوم الأحد، أما أستراليا فحدّدت يوم الاحتفال هو الأسبوع الأول من شهر أيلول يوم الأحد.
عيد الأب في لبنان
أما في البلاد العربية فيتم الاحتفال به في أيام مختلفة، فلبنان مثلاً يحتفل بعيد الأب في الحادي والعشرين من شهر حزيران. لكن لماذا في هذا اليوم تحديداً؟
تكريم الأب بيوم 21 حزيران من كل عام اختارته الهيئات العالمية نظراً لاهمية هذا اليوم في التاريخ، حيث كان يعمل فيه الرجل كثيراً إما في الحقل أو المعمل الخ.. باعتبار أنه أطول نهار تضيء شمسه في السنة. وفي هذا اليوم يبدأ العد العكسي لطول النهار حيث يبدأ في القصر الى أن يتساوى الليل بالنهار في 21 ايلول من كل عام. وبما انه أطول نهار عمل مضن كان يعمل به اجدادنا لذلك اختير ليكون عيد الاب، تقديراً لجهودهم وتعبهم من أجل تأمين لقمة العيش لأولادهم وعائلاتهم، تماماً كما اختير يوم 21 آذار من كل عام عيد الربيع والأمومة.
يشار الى أن بعض البلدان حدّدت يوم عيد الأب بالتزامن مع مناسبات دينية. ففي البلدان ذات التراث الروماني الكاثوليكي حُدد يوم التاسع عشر من آذار، وهو يوم القديس يوسف، عيداً للأب. وفي ألمانيا، يصادف عيد الأب يوم الصعود (خميس العود عند المسيحيين). وفي إيران هو يوم مولد الإمام علي.
أما بالنسبة الى أصول عيد الأب، فتكثر الأقاويل حول منشأ هذا اليوم، ويُقال إن له أصولاً قديمة تتجاوز الـ 400 عام ترتبط بالكاثوليكيين، ويُقال إن له أصولاً بابلية مرتبطة بشاب كتب تهنئة وعبارات تقدير لأبيه على لوح تم صنعه من الطين، وقدمه له كهدية، وكانت أول هدية تُقدم للأب ويُدعى "الميسو" وهو شاب كلداني. وفي روايةٍ أخرى يُقال إن سونورا لويس سمارت، فتاة أحبت أن تُكرم والدها وتهنأه بعدما سمعت مواعظ تم إلقاؤها بعيد الأم، فتذكرت والدتها المتوفية وجهود أبيها تجاه عائلته، فكان قد ربى أطفاله الصغار الستة وحده، ونظراً لتفاني الأب مع عائلته وتعزيزاً لتكريم سونورا لأبيها تمّ تحديد اليوم التّاسع عشر من حزيران يوماً رسمياً لعيد الأب في مدينة سبوكان الأميركية، وقد تم في ما بعد تحديد هذا اليوم عطلة رسمية في الولايات المتحدة الأميركية بأكملها، وتم تناقل هذه العادة بعد ذلك بين البلدان الأخرى.
حقائق مدهشة في يوم الأب
كان في العصر الحديث الذي تم بداية الإحتفال بعيد الأب عام 1908 ولكنه كان يحمل مأساة إذ تم تخصيص هذا اليوم تخليدا لذكرى 362 رجلاً لقوا مصرعهم في انفجار منجم بشركة فيرمونت للفحم، أما في عام 1909 كانت واشنطن تعتبر أول ولايه تحتفل بعيد الأب.
علاقة الورود باحتفالات عيد الأب
تعتبر الورود رمزا للحب حيث يقبل الكثير من الأشخاص على تقديم الهدايا في هذا اليوم والذي يأتي على أبرزها الورود التي تحمل معاني الإمتنان والشكر، وعلى الرغم من هذا ظهرت حركة لإلغاء عيد الأم وعيد الأب لدمجهما سويا، باعتبار أن كلا الوالدين يجب أن يكونا محبوبين معا في كل يوم وليس في يوم محدد.
يوم الأب وعلاقته بيوم الولاعات
في فرنسا كان يتم الاحتفال بعيد الاب بانفاق المال على الاب حيث انه في عام 1949 أطلقت شركة فرنسيه للولاعات تدعى فيلامينر عيدا جديدا للأب وذلك للمساعدة على بيع منتجاتها.
بطاقات بالملايين في أمريكا
أما في أمريكا يحتفلون بأكواب من القهوة والأطعمة ما يخصصون جزء كبير من المال للخروج وتقديم الهدايا في هذا اليوم، حيث يعتبر عيد الأب في أمريكا هو رابع أكبر عيد من حيث إرسال البطاقات في الولايات المتحدة حيث يتم تبادل 72 مليون بطاقة تهنئة بمناسبو عيد الأب سنويا، ويشترى حوالي ما يقرب من 50% منها آباء الأشخاص الأخرى ونسبة 20% للأزواج أما الباقي يكون للأخوة والأبناء والأجداد.