عاجل:

بين إيران و"إسرائيل".. "أم الحروب" أو "أم أمهات القنابل".. أربعة سيناريوهات لنهاية العالم

  • ٥٢

لا يستبعد خبير الشؤون العسكرية مارك فيتزباتريك أن تنقلب الحرب التي تشنها "إسرائيل" على إيران والتي قد تنضم إليها الولايات المتحدة وتصبح كما لو أن البلدين يطلقان النار على نفسيهما.

ويعتقد الخبير العسكري الأميركي أن الضربات الأمريكية المحتملة على إيران يمكن أن تتسبب في أكثر الأعمال الانتقامية التي لا يمكن التنبؤ بها من قبل إيران والجماعات التي تدعمها وخاصة الحوثيين.

وفي تقرير نشرته RT، يلفت فيتزباتريك إلى أن الوضع يتفاقم لأن إيران من المرجح (في حال قيام الولايات المتحدة بتدمير منشأة "فوردو")، أن تحاول استعادة قدراتها على تخصيب اليورانيوم، وربما تفعل ذلك سرا بعيدا عن أعين المجتمع الدولي.

وإذا انسحبت إيران من معاهدة عدم الانتشار النووي ورفضت الامتثال لمتطلبات المراقبة، قد يبقى العالم من دون وسائل موثوقة لمراقبة برنامجها النووي.

كما يرى الخبير أن مثل هذه التطورات ستجعل "أسرائيل" والولايات المتحدة تبدوان كما لو أنهما تطلقان النار على نفسيهما، وسيتم تصنيع القنبلة النووية الإيرانية بشكل أسرع وأكثر سرية مما كان الوضع عليه قبل العدوان العسكري "الإسرائيلي".

من جانب آخر، يحدد الخبير الروسي قسطنطين أولشانسكي ما يصفها بـ "أربعة سيناريوهات لنهاية العالم: كيف سترد إيران بالضبط على انضمام الولايات المتحدة إلى الصراع؟"، مشيرا إلى التالي:

1- السيناريو الأول قد تهاجم بموجبه إيران مصافي النفط ومنشآت الإنتاج في دول الخليج العربي لتقويض قدرتها على التصدير.

2- السيناريو الثاني، يمكن أن تصبح الأهداف فيه، المحطات البحرية الرئيسة التي تمر عبرها معظم إمدادات النفط العالمية. وقد يؤدي إغلاق مضيق هرمز إلى زيادة حادة في أسعار النفط والغاز في الأسواق العالمية.

3- السيناريو الثالث قد تهاجم إيران من خلاله ناقلات النفط وممرات الشحن ما سيؤدي إلى انقطاع الإمدادات وكوارث بيئية محتملة.

4- السيناريو الرابع قد ينصب فيه الانتقام الإيراني على القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة.

وتصف RT نقلاً عن "خبراء آخرون يضيفون وسائل أخرى محتملة للأعمال الإيرانية الانتقامية في حال دخول الولايات المتحدة الحرب إلى جانب إسرائيل منها استخدام أسراب الطائرات المسيّرة والألغام البحرية لتعطيل الملاحة بمياه الخيلج".

علاوة على ذلك، يعتقد بعض الخبراء أن لدى إيران الإمكانية لمهاجمة حاملتي الطائرات "يو إس إس نيميتز"، و"يو إس إس كارل فينسون" بواسطة صواريخ من فئة "خليج فارس". قد يساعدها في ذلك قربهما من إيران وتواجدهما في مياه محصورة، إذ "يحدّ ضيق مضيق هرمز من قدرتها على المناورة، ما يزيد من إمكانية تعرضها للصواريخ الأرضية".

علاوة على ذلك، يُشكّك الكثير من الخبراء في مدى نجاح القنبلة التقليدية الأقوى في العالم "GBU-57A/B" في القضاء على منشأة التخصيب الإيرانية الرئيسة "فوردو" المشيدة عميقا في باطن الأرض، لأنها لم تستخدم من قبل في أي عملية قتالية، ولا يمكن إسقاطها إلا بالقاذفة الشبحية "ب – 2 سبيريت".

أمّا أستاذ دراسات السلام في جامعة برادفورد البريطانية،بول روجرز،  فيعتقد أن الولايات المتحدة لديها عدد محدود من هذه القنابل قد لا يزيد عن 20 قنبلة، كما أن استهداف منشأة "فوردو" المدفونة في أعماق الأرض والمحمية بدفاعات جوية قوية قد يتطلب استخدام طائرات الشبح "إف – 22" لإخماد الدفاعات الجوية حول المنشأة، علاوة على الحاجة إلى أكثر من ضربة بالقنبلة المخترقة للتحصينات والمخابئ للتأكد من نجاح المهمة.

ويقول روجرز عن هذه القنبلة إنها "السلاح بالذات لديه أكبر فرصة لتدمير القدرة النووية الإيرانية في أعماق الأرض أكثر من أي سلاح آخر موجود حاليا. لكن من يدري ما إذا كان هذا ممكنا بالفعل؟".

والجدير ذكره، أن صحيفة نيويورك تايمز كانت ذكرت في عام 2019 أن البنتاغون شيّد نموذجا طبق الأصل لمنشأة "فوردو" واختبر في نيو مكسيكو بنجاح القنبلة "GBU-57A/B"، لكن لم يصدر أي تأكيد رسمي لهذه الرواية.

مع تردد ترمب في مهاجمة "فوردو" أو تعمده أسلوب "الغموض" بشأن نواياه للضغط على إيران، ظهر خيار آخر لوح به رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو والسفير "الإسرائيلي" في الولايات المتحدة يحيئيل ليتر، ويتمثل في تنفيذ الجيش "الإسرائيلي" "غارة" منفردة محفوفة بالمخاطر على "فوردو".

قد يكون كل الضجيج الإسرائيلي والأمريكي حول تدمير "فوردو" بالقنبلة الأمريكية الفريدة الخارقة للتحصينات للتمويه عن ضربة "إسرائيلية" بواسطة قوات خاصة كما فعلت قوات النخبة الإسرائيلية في 8 أيلول/سبتمبر 2024 باقتحام وتدمير مصنع للصواريخ لم يدخل مرحلة الإنتاج الفعلي في سوريا بالقرب من مدينة مصياف. وهذا المصنع كان مشيدا بالمثل داخل جبل على عمق بين 70 إلى 130 مترا.

كل الدلائل تشير إلى أن ما يجري الآن بمضاعفاته الخطيرة إقليميا وعالميا بمثابة "أم الحروب"، وقد يرى البعض أن "أم أمهات القنابل" ضرورية في مثل هذه الحرب الشعواء والتي لا كوابح لها بالمطلق.

المنشورات ذات الصلة