إنه الهدف الأصعب بالنسبة لإسرائيل، وما يُشير إليه الجيش هو مفاعل "فوردو" في إيران.
منطقة وعرة.. فوردو
يقع مفاعل "فوردو" في جنوب طهران في منطقة وعرة وعلى عمق كبير من الأرض والشديدة التحصين، ومع تردد الولايات المتحدة في التدخل واستخدام أسلحتها الخارقة للتحصينات لتدمير المنشأة تزداد احتمالات إرسال "إسرائيل" قوة كوماندوز لتحقيق هذا الغرض.
ومنشأة فوردو هي الأكثر تحصينا من بين المنشآت النووية الإيرانية، وتوجد بها أجهزة التخصيب وأجهزة الطرد المركزي، وقد بنيت تحت الجبال، مما يصعّب استهدافها بالقنابل التقليدية، بل يلزم استخدام قنابل تستطيع اختراق الأعماق، ولذلك يكثر الحديث الآن عن استخدام القنبلة "جي بي يو 57" التي لا تمتلكها سوى الولايات المتحدة الأميركية.
وبحسب ما نشرته صحيفة "واشنطن بوست" يُعتقد على نطاق واسع أن سلاح الجو الأميركي، بطائرات B-2 وقنابله الخاصة التي تخترق الأرض بوزن 30 ألف رطل، قادر على إلحاق ضرر أكبر بكثير بمنشأة فوردو.
والمنشأة مخبأة تحت صخور صلبة ومغطاة بخرسانة مسلحة تجعلها بعيدة عن مرمى نيران أي من الأسلحة "الإسرائيلية" المعروفة للعامة. وتعتبر "فوردو" هي مجموعة متكاملة ومترابطة مع بعضها بعضا، وذلك يعني أنه لا يوجد مفاعل نووي واحد يقوم بكل العمليات.
واحدة من أبرز رموز التوتر المتصاعد بين طهران وتل أبيب..
تأسست المنشأة في أواخر العقد الأول من القرن الحالي، على بعد 30 كيلو مترا شمال شرقي مدينة قم، وتم بناؤها داخل جبل بهدف حمايتها من أي ضربة عسكرية محتملة.
أما العمق الجيولوجي والتحصينات الخرسانية التي تغلف المنشأة جعلتها هدفاً بالغ الصعوبة لأي هجوم عسكري تقليدي.كذلك ذكرت الصحيفة أن النقاش لا يزال مطروحا في الولايات المتحدة بين متشددين يرون تدخل واشنطن فرصة لتحييد خصم للولايات المتحدة، وتعزيز الردع، في مقابل فريق يرى الانخراط في الحرب ضد إيران إهدار للذخائر الثمينة وتوريط في أزمات الشرق الأوسط.
وتسائلت الصحيفة إذا كان لدى "إسرائيل" القدرة على إلحاق خسائر في فوردو، حيث صرح مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي هذا الأسبوع قائلا: "الحرب خططت لها إسرائيل. لا نحتاج الولايات المتحدة لتحقيق الأهداف التي حددناها، نحن نعرف كيف نتعامل مع كل الأمور بما في ذلك فوردو".
وإسرائيل، التي شنت في الأيام الأخيرة سلسلة غارات على منشآت نووية إيرانية أخرى، لا تملك القدرة العسكرية لضرب فوردو نظراً لافتقارها إلى نوع السلاح اللازم لاختراق هذا الموقع المحصّن.
دور الكوماندوز
ووفق ما نشرت صحيفة واشنطن بوست، فلا يشرح "الإسرائيليون" بطبيعة الحال كيف سيتعاملون مع فوردو، لكن من المفترض أنهم لديهم أفكار، من بين الأفكار المطروحة والتي لم تستبعدها "إسرائيل" تنفيذ غارة كوماندوز على المنشأة النووية، يمكن لقوات مدربة خصيصاً على الأرض أن تحاول تدميرها.
وقال خبير الأسلحة النووية الإيرانية ديفيد أولبرايت في مقابلة مع مجلة Tablet، إن لدى إسرائيل طرق أخرى لتعطيل عمل فوردو حيث "يمكنهم قطع الكهرباء. يمكنهم تدمير نظام التهوية. يمكنهم بسهولة تدمير المدخل المخصص للمشاة. يمكنهم تدمير المداخل الرئيسية".
وتابع أولبرايت "حتى من دون القنابل الأميركية الخارقة للتحصينات، يمكن جعل فوردو غير صالحة للعمل لفترة طويلة".
وكشفت واشنطن بوست، أن إرسال جنود على الأرض قد يكون محفوفا بالمخاطر، وقد تكون نتائج القصف ضعيفة لدرجة أن "إسرائيل" لن تحقق أهدافها من الحرب من دون المساعدة الأميركية.