عاجل:

"لا حل في لبنان إلا الحياد".. الراعي يستذكر البابا فرنسيس: كان يطالب بنزع السلاح

  • ١٠

أكد ​البطريرك الماروني​ الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، خلال لقاء نظمه المركز الكاثوليكي للإعلام بمناسبة اليوم العالمي لوسائل الإعلام، أنّ الرجاء هو المحور الأساسي في رسالة ​البابا فرنسيس​ بهذه المناسبة، معتبرا أن "رسالة الإعلاميين والإعلاميات أن يكونوا ناقلي الرجاء لأنهم أصحاب التواصل، الذي يعني أنهم يحملون كلمة رجاء، لكن في بعض الأحيان التواصل لا يولّد الرجاء، بل يولّد الخوف واللاثقة والشك والإثارة والأذية، هذا ليس إعلاماً بل ضد طبيعة التواصل الذي هو نقل الرجاء والفرح والثقة."

وتابع: "البابا فرنسيس دائماً كان يقول ويطالب بنزع السلاح، سلاح الإعلام والتواصل، كان لديه كلمات مباشرة وكان يعني ما يقول، وتطهير التواصل من كل روح عدوانية. هناك نوع من التواصل كالسلاح ويحتاج إلى التطهير من الروح العدوانية كي ننتمي إلى مجتمع واحد. نحن ننتمي إلى مجمع واحد وليس مجتمعات، والتواصل من أجل هذه الغاية. البابا يقول مع الأسف لسنا مجتمعاً واحداً مع التواصل، بل يقول: أحلم بتواصل يجعلنا رفاق درب، في رحلة رجاء."

وأضاف الراعي: "الرجاء يعني الثبات في الإيمان، لا يكفي الإيمان بل يجب الثبات في الإيمان. لا إيمان ولا رجاء في حال لم يكن هناك حب في الإيمان. التواصل يشفي جراح الإنسانية، يتحدث عن الرجال، الأمهات، الأطفال، والشبيبة، لأن كل منا عايش في الرجاء. الرجاء هو ثباتي واستقراري."

واشار الراعي الى "البابا ينتقل إلى رسالة بطرس الرسول التي يقول فيها: أكرموا قداسة في قلوبكم وكونوا مستعدين لإعطاء جواب على الرجاء الذي فيكم، وجاوبوا باللطف والاحترام. ويتحدث عن الأمثلة الثلاثة: الرجاء هو وجه إنساني اسمه الله واسمه المسيح، وهذا الرجاء يجب أن نكرمه، ما يعني أنّني لا أخاف من شيء، والمسيح يقول: أنا معكم حتى نهاية العالم. كونوا مستعدين لإعطاء جواب على الرجاء الذي فيكم، ليس المهم أن نحكي عن الله، لكن المسيحي هو الذي يعكس محبة الله. جاوبوا باللطف والاحترام: التواصل بشكل عام ومسيحياً بشكل خاص يجب أن يكون منسوجاً باللطف والمشاعر الإنسانية كي نكون رفاق درب وحجّاجاً نسير معاً نحو الهدف."

وأكد الراعي أن "الرجاء هو ثقافة هدم الجسور وكسر الجدران المرئية وغير المرئية في عصرنا. دعانا اليوم أن يجعلنا نسير معاً نحو حياة أفضل. في لبنان نحن أبناء الرجاء، والرجاء بدأ يعطي ثماره ونرى ذلك في الرئيس جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام والوزراء"، مضيفا :"يجب أن نغيّر نظرتنا إلى المواضيع، ننظر بثقة أكثر وإنسانية أكثر ونُقيم الأشياء ونخرج من نظرية ’ليس لديّ ثقة‘. الثقة تكون في قلب الإنسان قبل أي أمر آخر".

ورداً على سؤال، شدد الراعي على أننا في لبنان نعيش على الرجاء، قائلاً: "كنا في السابق قد وصلنا إلى مراحل تفتفت فيها البلد، تفكفكت الدولة وانقسم الجيش ولم يعد هناك سلطة، وهنا الرجاء يلعب أن الإنسان يبقى لديه رجاء بالله"، معتبراً أن الوضع اليوم أفضل، حيث لدينا رئيس جمهورية وحكومة يعملان ولا يجب أن ننسى أن هناك مشاكل تؤثر، موضحاً أنه قبل الحرب الإسرائيلية الإيرانية كان لدينا ملف نزع السلاح في حين أن إسرائيل لا تزال موجودة في الجنوب، سائلاً: "كيف يمكن طلب نزع السلاح وإسرائيل موجودة في الجنوب؟"، قائلاً: "هنا يدخل العمل الدبلوماسي مع الدول كي تتراجع إسرائيل ويستطيع الجيش أن يكمل طريقه، ويستطيع رئيس الجمهورية أن يكمل عمل نزع السلاح".

ورداً على سؤال آخر، شدد الراعي على أن لبنان بلد حيادي بطبيعته وهذا الطرح ليس إبتكاراً لأحد، موضحاً أن تركيبة لبنان كدولة تعددية وديمقراطية وصاحبة رسالة ودولة حوار وإنفتاح على الدول وكدولة لا دين فيها للدولة خلافاً لكل البلدان العربية تجعل أن لبنان لديه رسالة يجب أن يلعبها ولا يستطيع أن يلعبها إلا من خلال كونه حيادي، ولذلك حياد لبنان من طبيعته، مؤكدا أن "ليس هناك من مدخل للحل في لبنان إلا الحياد لأننا موجودين بين دولتين لدينا مشاكل دائمة معهما، وبالتالي الحياد هو مدخل الحل الذي يسمح للبنان أن يعلب دوره كرسالة في هذا الشرق وإلا سيبقى عرضة لضربة من هنا وضربة من هناك".


المنشورات ذات الصلة