عاجل:

تمادي إسرائيل بلا ضوابط ضد لبنان بعد الحرب على إيران؟ (اللواء)

  • ١٩

كتب معروف الداعوق:

مؤشرات مقلقة تواكب الحرب الاسرائيلية على ايران، بدعم كامل من الولايات المتحدة الاميركية والدول الغربية، تجعل من الدولة العبرية القوة الوحيدة المسيطرة على المنطقة، بغياب اي دولة كابحة لهذا الدور، اوبامكانها تحقيق الحد الادنى من توازن القوى الاقليمية، وتزيد من مخاوف توسع الاعتداءات، والاطماع الاسرائيلية في المنطقة العربية عموما، واضعاف كل محاولات احياء مشروع اقامة الدولة الفلسطينية، وابقاء لبنان اسير الاحتلال الاسرائيلي للمواقع الاستراتيجية جنوبا، واستمرار الاعتداءات على اراضيه.

مبعث هذه المخاوف، والخشية على لبنان، من استمرار تغاضي الولايات المتحدة الاميركية، مسايرة او مكافأة اسرائيل على الحرب التي تشّنها على ايران، وعن تفلتها من التزاماتها باتفاق وقف الاعمال العدائية، والانسحاب من الاراضي التي تحتلها في الجنوب وتنفيذ القرار١٧٠١، بالرغم من مرور ما يقارب الستة اشهر على توقيع هذا الاتفاق، بحجة عدم اكتمال عملية نزع سلاح حزب الله بالكامل من قبل الدولة اللبنانية، ما يُبقي الاوضاع برمتها في لبنان هشّة ورهينة لبقاء لهذه الهيمنة الاسرائيلية وتداعياتها السلبية على كل صعيد.

يعوِّل لبنان على الدور الاميركي وتدخل واشنطن للضغط على اسرائيل للانسحاب من الاراضي اللبنانية، والالتزام بتنفيذ القرار١٧٠١، كونها الدولة الوحيدة بالعالم، التي تستطيع ممارسة هذا الدور، نظرا لعلاقتها المميزة معها، من خلال استمرارها بتقديم كل انواع الدعم السياسي والمادي والعسكري في كل حروبها العدوانية ضد الدول العربية وغيرها بالمنطقة، في حين يصعب على اي دولة اخرى القيام بمثل هذا الدور لمساعدة لبنان لانهاء هذه المشكلة.

سبق الحرب الاسرائيلية على ايران، برودة اميركية ملحوظة في منع اسرائيل من تنفيذ سلسلة غارات جوية ضد مراكز ومواقع لحزب الله عشية عيد الاضحى، كما تدعي، في حين كانت تتدخل في السابق وتمنع او تبقي مثل هذه الغارات محدودة .

اول تداعيات الحرب الاسرائيلية الملحوظة على ايران، انشغال واشنطن بمفاعيل هذه الحرب،وتباطؤ مكشوف في وتيرة تحركات الادارة الاميركية تجاه لبنان، لاعطاء دفع لتنفيذ القرار١٧٠١، وانسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلي من الجنوب، وفك هيمنة اسرائيل واعتداءاتها المتواصلة على الداخل اللبناني، والخوف من ان يطول الانشغال الاميريكي بهذه الحرب اكثر مما هومتوقع، وتستغله اسرائيل للتمادي والاندفاع اكثر في ابقاء هيمنتها على لبنان، ومنعها لكل محاولات ازالة تداعيات الاعتداءات الاسرائيلية ببسط سلطة الدولة واعادة الاعمار والنهوض بلبنان .


المنشورات ذات الصلة