عاجل:

"بيروت ضُربت مجددًا لأن لا دولة فعلية": "هناك مثلا صغيرا أطرحه".. جعجع: انظروا إلى حدودنا الشرقيّة مع الرئيس أحمد الشرع

  • ٨٢

اعتبر رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع أن "ما حصل في بيروت بالأمس فضيحة كبيرة، فبعد ثمانية أشهر من توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في تشرين الثاني 2024، تُضرب بيروت مجددًا"، وقال: "ينبرون ليقولوا الآن: "حصل هذا لأنّ إسرائيل "غاشمة"، يا "غشيم"، نحن ندرك أن اسرائيل "غاشمة"، ولكن ما الذي فعلته أنت حيال ذلك، كي لا يتمكن "الغاشم" من "تغشيمك"؟ إن كانت إسرائيل "غاشمة"، فأنت عليك أن تتصرّف بطريقة تمنعها من التصرف بغشم، وتمنعها من أن تضربك".

وشدد جعجع على أن الحل هو من خلال "المعادلة الإقليمية الواضحة، والمعادلة الدولية الواضحة. إننا نحتاج إلى من يأخذ بهذه المعادلات لكي نتمكن من حلّ مشاكلنا. لا يجوز أن يبقى المواطن اللبناني في كلّ لحظة في خطر، وأنه في أيّ لحظة قد يُضرب أو يُقتل، بينما يوجد حلّ". وقال: "الحلّ أوّلاً "إِنَكْ تفك عن سمانا، وتفك عن سما الدولة" لكي تصبح الدولة دولة، حتى تتمكّن من العمل. الحلّ معروف. ومن المؤسف أنّه حتى جماعة الدولة لا يقولون هذا الكلام لهم وإنما يعمدون إلى مسايرتهم، وما إن يحصل أي شيء، حتى تبدأ الأوركسترا: "العدو الصهيوني، العدو الصهيوني..."، وتنتهي المسألة عند هذا الحد، ويدخلون جميعًا في حالة "ترانس"، أي كأنهم تحت تأثير مخدّر، فيبدأون بالهتاف: "العدو الصهيوني!" وكأنّنا إذا قلنا "العدو الصهيوني"، نكون قد حصلنا على حقّنا. حسنًا، قلنا "العدو الصهيوني"، وإن أردتم نزيد ونقول "العدوّان الصهيونيان أو الأعداء الصهاينة"، فهل تُحلّ مشكلتنا بذلك؟".

وتابع جعجع "تسألهم: ما هو الحلّ العملي الذي تملكونه؟ يجيبون بأن الحلّ العملي هو أن يتحمّل المجتمع الدولي مسؤوليته. غريب عجيب أمرهم، وكأن المجتمع الدولي يحصر كل اهتماماته في مصالحنا كشعب لبناني، وما نتعرّض له، في حين أن الحقيقة هي أن المجتمع الدولي "مش فرقانة معو"، عليك أنت أن تتحمّل مسؤوليتك بالدرجة الأولى، وان تقوم بالعمل الذي يمكن لك من خلاله أن تستجرّ المجتمع الدولي لدعمك فيه، وهذا هو السبيل الوحيد لحلّ مشكلتنا. ولكن الحقيقة، أنهم لا يقومون بذلك أبداً، وعبثاً نحاول، ليس هناك أيّ عقل سياسي، أو تفكير منطقي، أو واقعيّة يمكن أن تُجدي نفعًا عندهم، وجل ما يقومون به لا يعدو كونه طبل وزمر ورقص على "الدربكة"، ونحن بحاجة ماسة وسريعة إلى إيقاف هذا العبث. لأننا إن لم نوقفه، لن يتوقّف لوحده".

ورأى جعجع أن "علينا أن نوقف هذا العبث لنبدأ عملًا جديًّا. لبنان الآن لديه فرصة، ولا أعلم إن كانت ستبقى موجودة بعد شهرين. لدينا أصدقاء كبار في هذا العالم، بدءاً من دول الخليج، والمملكة العربيّة السعوديّة، وليس انتهاءً بأميركا. هؤلاء قادرون على مساعدتنا في وقف الاعتداءات الإسرائيليّة، وقادرون على مساعدتنا في إخراج الإسرائيليين من لبنان، ولكن بشرط أن نصبح دولة فعليّة. وفي الواقع لم نصبح بعد دولة فعليّة. لا يتطلّب الأمر الكثير. إذا كان لدى أحدكم حلّ آخر، فليطرحه. ليقل "أنا عندي الحلّ الفلاني". ولكن علينا ألا نضيّع أيامنا بالبكاء والندب، والهجوم اللفظي على إسرائيل وكأنّ هذا الهجوم سيحلّ لنا مشاكلنا، فهذا ما حصل في الكثير من الدول العربيّة منذ سبعين عامًا، وهو ما أوصل إلى خسارة القضيّة الفلسطينيّة. لذلك، علينا أن نتعلّم من تجارب الآخرين. لا يتطلّب الأمر الكثير، فالحلول العمليّة موجودة وعلينا أن نُطبقها".

وأوضح جعجع أنه "لا يجوز أن يبقى المواطن اللبناني تحت رحمة القصف الإسرائيلي، أو تحت وطأة الوجود الإسرائيلي في أرضنا، أو تحت رحمة غياب الاستقرار. لقد حان الوقت، بعد كل ما حصل، لأن يستقرّ بلدنا، وينال حريّته وسيادته بالشكل الصحيح. لكن هذا يتطلّب من الجميع أن "يفكوا عن ظهر الدولة". وأقول للدولة وبكل وضوح: لا تنتظري من أحد أن "يفك عن ظهرك" من تلقاء نفسه، عليك أنت أن "تفكّيهم عن ظهرك"، لتتمكني من الحركة، والوصول إلى برّ الأمان، إن شاء الله".

كلام جعجع جاء خلال العشاء السنوي لمجلّة "المسيرة"، في المقر العام للحزب في معراب.

كذلك أشار جعجع إلى أن "الجماعة دخلوا في دوامة لا أعرف كيف سيُخرِجهم الله منها. مهما حدث، الكلمة بالفرنسية تُقال "obnubilés" أي اشخاص مهووسون، مهما حصل، لا يفكرون بكيفية الخروج من الورطة، لا يفكرون كيف يعالجون الأمر ويصححون المسار، لا يفكرون بخطوات عملية. مهووسون بماذا؟ بإسرائيل. فمهما حصل، إسرائيل هي العدو. حسنًا، فليكن، "الله يقضي على إسرائيل وعلى العدو، وكل شيء شرير وقاتم، وعلى الغاشم"، ولكن ما الحل الآن؟

وقال إنه "لا يوجد لديهم أي حل ولا يفكرون سوى ب "الترجومة" وهي "إسرائيل وإسرائيل وإسرائيل"، هذه "الترجومة" نسمعها منذ ثلاثين سنة، وانظروا إلى أين أوصلتنا، فإلى متى سنستمر بسماعها؟ يمكننا الإستمرار بسماعها ونبقى ثلاثين سنة أخرى نكرّر "إسرائيل، إسرائيل"، وعندها لا أعلم ماذا سيبقى من البلد، لكن هذا ليس الحل، علينا أن نرى ما هو الحل".

ولفت إلى أن "هناك مثلا صغيرا أطرحه، انظروا إلى حدودنا الشرقيّة مع الرئيس أحمد الشرع. الرجل، رغم المشاكل ملها التي كانت تعانيها سوريا، قام خلال أربعة أو خمسة أشهر بحلّها دفعة واحدة. بغض النظر عن ميوله الأيديولوجيّة أو الفكرية، هذا لا يعنيني الآن، يمكن للشخص أن يؤمن في داخله بما يريد ولكن عمليًا عليه أن يتخذ الخطوات اللازمة لحماية بلده وشعبه، وقد أخذ القرارات اللازمة، وهو الآن يقوم بتعزيز دولته أكثر فأكثر، ففي الأسبوع المنصرم، جاءت الحكومة القطرية وقرّرت أن تبني ثلاثة أو أربعة معامل كهرباء في سوريا، كلّ واحد منها بقدرة 1500 ميغاواط، مع العلم أننا في لبنان بحاجة فقط إلى معمل واحد من هذا النوع، وبادرت الحكومة القطريّة الى ذلك من دون الحصول على أيّ ضمانات من الحكومة السوريّة، لأنّه لا يمكنها أن تعطي ضمانات، أي من دون "garanties"، إنما فقط لأنّ القطريين رأوا أنّ هناك من يُمسك اللعبة بشكل صحيح، واتّخذ القرار، ويتصرّف بطريقة صحيحة. أمّا نحن، فماذا فعلنا هنا؟ لم ننتج شيئًا، ومن الفضيحة أن يعود ليحصل ما حصل، وتراهم يكرّرون "الترجومة" عن "إسرائيل والعدو، "والغاشم والغشيم".

كما أشار إلى أنه "نحن ندرك أنه العدو الغاشم ولكن ما الذي فعلتَه أنت؟ إن كان أمامك عدو "غاشم وغشيم"، هل تساعده وتمهّد له الطريق لكي يضربك؟ هل أنت قادر لوحدك على إخراجه من أرضك؟ إن كان باستطاعتك ذلك، أخرجه، بكل بساطة قم بإخراجه وإيقافه وردعه، أما إذا كنت عاجزا عن ذلك، فعندها علينا الإستعانة بأصدقائنا في الخارج. ومن هم أصدقاؤنا؟ معروفون. دول الخليج، وفي طليعتهم المملكة العربية السعودية، أوروبا، والولايات المتحدة الأميركية. عليك أن ترى معهم، ماذا يجب أن تفعل. هم يقولون لك صراحة: "قبل أن تصبح دولة فعلية، نحن غير مستعدّين أن نضع يدنا بيدك". لا يمكنهم أن يأتوا ويضعوا أيديهم بيدك، وأنت ما زلت لا تملك القرار الكامل، وما زال "أبو العبد" في الأسفل يقرّر، ويقول: "بدي حارب، وبدي شيل وبدي حط"، فيما البنى التحتية العسكريّة ما تزال موجودة. لا توجد دولة في العالم تقبل بذلك. تعالوا نقوم بجولة معًا على دول أفريقيا كلها، هل هناك دولة داخلها دولة رديفة وبنى عسكريّة رديفة وجيوش وقوى عسكريّة أخرى بأسماء مختلفة أياً تكن هذه الأسماء؟ لا. سَمِّها ما تشاء، هنا يسمّونها "المقاومة"، أنت تسمّيها مقاومة، وأنا أسميها دولة رديفة تقوم بتعطيل الدولة الحاليّة الشرعيّة وتُقيّد حركتها، لنصبح في حالة تعطيل كاملة، فلا الدولة قادرة على أن تقوم بشيء، ولا الدولة الرديفة تترك الدولة لتقوم بشيء".

وشدد جعجع على انهم "يأتون في كلّ ساعة ويسألون: "أين الحكومة؟ ماذا تفعل الحكومة لردع الاعتداءات الإسرائيليّة؟" يا صاحبي، "فك عن ضهر الحكومة"، "فك عن ضهرها" لترى ماذا يمكنها أن تفعل. طالما أنت "راكب" على ظهرها، كيف يمكنها أن تفعل شيئًا؟".

المنشورات ذات الصلة