عاجل:

"بيان الحلم"... تحيّة لسمير قصير بالصوت والكلمة ورمزية المكان

  • ٧١

في الذكرى العشرين لاغتيال الصحافي والمؤرّخ سمير قصير، تُقدِّم مؤسسة سمير قصير تحيّة خاصة ومؤثّرة ضمن الدورة السابعة عشرة من "مهرجان ربيع بيروت"، من خلال التجهيز الفنّي في الهواء الطلق، بعنوان "بيان الحلم" للفنّان روي ديب، وذلك من 1 إلى 8 حزيران 2025، في ساحة سمير قصير وسط بيروت.

تميّز حفل الافتتاح، مساء الأحد 1 حزيران، بمشاركة رسمية وثقافية رفيعة، وحضور رئيس الحكومة نواف سلام، ووزير الثقافة غسان سلامة، ووزيرة السياحة لورا لحّود، ووزير العدل عادل نصار، والنواب بولا يعقوبيان، مارك ضو، ميشال الدويهي، وحليمة قعقور، وسفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان سندرا دو وال، إضافة إلى شخصيات وثقافية وإعلامية من لبنان والخارج.

بعد تقديم من روي ديب لرمزية التجهيز ورسالة استمرار الحلم، ألقى الكاتب الفرنسي جان بيار بيران كلمة مؤثرة حول كتابه الجديد، عن مذكرات الإعلامية الراحلة ورئيسة مؤسسة سمير قصير جيزيل خوري، متناولاً فيه قصة جيزيل وسمير، والحب الذي جمعهما، والتحديات التي واجهتهما. وقال: "قبل رحيلها، خطرت لها فكرة كتاب عن قصتهما. كيف التقيا، وكيف وقعا في الحب، وكل الصعوبات التي واجهاها في طريقهما، والعثرات، والمواقف، وكيف تورطت أجزاء كاملة من المجتمع اللبناني في معارضة سعادتهما". وأضاف: "هما العائلة التي نختارها، تلك التي نصنعها بالحلم المشترك، بالقيم التي لا تُشترى، وبالذاكرة التي لا تنحني. عائلة كتبت الحب كثورة، والعدالة كمعرفة، والحرية كقضية".

أما الوزير غسان سلامة، فقال:

"كنتَ يا سمير منشغلاً بقضية الهوية، وغيرك كان يصعب عليه المواءمة بين انتمائه للبنان وانتمائه للعروبة، لكن الأمر كان سهلاً عليك، لأنك كنتَ تعلم أن الهوية مادة غير صلبة، إنها مادة لَدِنة، والحرية تقتضي أن يعيد كلٌّ منا صياغتها كل صباح... كنتَ لبنانياً حتى النخاع، وكنتَ تعتبر أن الهوية اللبنانية لا تحتمل وصايةً خارجية، وخصوصاً إن كانت 'أخوية'. كنتَ نموذجاً للمثقف النقدي، وكان الالتزام جزءاً من هويتك الثقافية."

كما ألقت رنا خوري، مديرة "الوكالة من أجل المساواة" ، كلمة شددت فيها على أهمية العدالة والحرية في إرث سمير وجيزيل، واعتبرت أن "بيان الحلم" هو أكثر من مشروع فني، بل نداء للتغيير ولإعادة تخيّل المشرق خارج حدود القمع والتقليد. وقالت: يجتمع في هذا العمل كل من "سمير، الذي كتب وفكّر وناضل فدفع حياته ثمناً، وجيزيل، التي حملت الحكاية على كتفيها، وإلياس خوري، الذي ردّ بالرواية حين خرس العالم."

حلم حيّ... ذاكرة نابضة

في قلب هذا التجهيز الفنّي ينبض "بيان الحلم"، الذي كتبه سمير قصير عام 2004 في أحلك لحظات القمع الشديد، وقد أُعيد تصوّره وإحياؤه اليوم ليبقى دعوة مفتوحة للحلم النابض وإعادة رسم الآفاق السياسية الجديدة.

سيسمع الزوّار صوت إلياس خوري يقرأ النص، فيما يتردّد في الخلفية صوت جيزيل خوري، كأنها تقول: "إن الحلم ممكن"، رغم كل ما تفرضه خيبات السياسة وغيمات الحزن.

"بيان الحلم" ليس نُصُباً تذكارياً جامداً، بل هو حوار بين الذاكرة الحيّة واللغة النابضة والصوت المدوّي.

هو مساحة مستعادة في قلب المدينة، ودعوة مفتوحة إلى التأمّل، والوعي السياسي، والتمسّك بالحلم.

العمل الفنّي "بيان الحلم" مُتاح للجميع من 1 إلى 8 حزيران، 2025، في ساحة سمير قصير، وسط بيروت، من العاشرة صباحا" وحتى الثامنة مساء".

المنشورات ذات الصلة