عاجل:

الانتخابات في ظلّ العدوان الإسرائيلي: التصويت على خيار المقاومة أولاً (الأخبار)

  • ١٤

كتبت آمال خليل:

الحشود الشعبية التي ملأت الطرقات الموصلة إلى الجنوب من بيروت والبقاع، كانت في غالبيتها من أنصار المقاومة، الذين يسعون اليوم إلى تصويت سياسي مباشر، هدفه تثبيت أن الغالبية الساحقة تدعم خيار المقاومة.

وكل النقاش حول العمل البلدي وصراعات العائلات والقوى المحلية، لا يتقدّم على الموقف السياسي المباشر الذي يظهر بوضوح، حتى من قبل كثيرين، كانوا يستعدّون دوماً لمقارعة حزب الله وحليفته حركة أمل في الانتخابات البلدية أكثر منها النيابية.

وبرغم حصول التزكية في عدد كبير من البلدات، فإن المعارك القائمة في بعضها الآخر، لا تلغي أن هذه الغالبية ستدعم المجالس البلدية المدعومة من حزب الله، فيما ستكون المعارك على المواقع الاختيارية، حاملة للإشارة نفسها، ولو أن حزب الله وجد أنه ملزم باحترام رغبة الناس في اختيار المخاتير وفق ما يرونه مناسباً.

عملياً، ظهرت نتيجة الانتخابات في القرى والبلدات والمدن التي تقطنها غالبية شيعية، بينما تحتدم المعركة السياسية – الإنمائية في بعض المناطق، وخصوصاً في مدينتَي صيدا وجزين، علماً أن التصويت في هذه الدوائر أيضاً، يلامس في جانب منه الموقف من العلاقة الشعبية بين سكانها وحزب الله وحركة أمل.

المفارقة، بعرف خصوم المقاومة، هي في كونهم لا يجدون تفسيراً منطقياً لهذا الازدحام على الطرقات، برغم غياب المعارك الجدية، وفي ظل استمرار العدوان الإسرائيلي، وبعد أقل من 24 ساعة على تنفيذ العدو أكثر من 15 غارة على مناطق مختلفة من حاصبيا إلى الريحان حتى النبطية ووادي مجدل زون. ويبدو أن الغارات حفّزتهم على المشاركة في الانتخابات.

دفعت غارات ليل الخميس – الجمعة إلى انتقال أعداد كبيرة من الناخبين، وإلى رفع نسبة التزكية في البلدات الجنوبية، وحضور كثيف لرؤساء الأقلام من الشمال والبقاع

ووسط أجواء الحذر الأمني، قالت مصادر مطّلعة لـ»الأخبار» إنه «لا توجد ضمانات بعدم قيام إسرائيل باعتداءات خلال النهار الانتخابي. لكنّ الحكومة أجرت اتصالات مع الجهات المعنية في «اليونيفل» ولجنة الإشراف الدولية للضغط على العدو».

فيما كانت وحدات الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي انتشرت منذ صباح الجمعة في البلدات الجنوبية كافة، علماً أنه، وبعد ليل الغارات الطويل، طلب القائمّقامون إلى رؤساء الأقلام والكتبة الذين سيشرفون على العملية الانتخابية، التأخر في الحضور إلى مراكز المحافظات لتسلّم الصناديق.

لكن من المقرر أن تبدأ عملية فتح الصناديق اليوم في موعدها المعتاد. وكان لافتاً، تهافت الكثير من الأساتذة والموظفين من البقاع وعكار للمشاركة في الإشراف على انتخابات الجنوب. فيما سادت توقعات سابقاً بأن يغلب الخوف على كثيرين، ما يحدث فراغاً في أقلام الاقتراع.

آخر جولات الانتخابات البلدية والاختيارية، تشهدها محافظتا الجنوب والنبطية اليوم. حوالي نصف مليون ناخب سوف ينتخبون مجالس بلدية واختيارية لـ272 بلدة. لكنّ خريطة الاقتراع النهائية، لم تُقفل إلا عند منتصف الليل مع انتهاء مهلة سحب الترشيحات التي مدّدها وزير الداخلية والبلديات حتى منتصف ليل أمس الجمعة. تمديد سمح بانسحاب الكثير من المرشحين وإعلان فوز عشرات البلديات أمس بالتزكية، ولا سيما بعد وقع الغارات الإسرائيلية التي أثارت دعوات داخل بعض البلدات لإراحتها من تحدي الانتخابات.

قبيل منتصف الليل، كانت قد تخطّت البلديات المُزكّاة في أقضية النبطية والجنوب، عدد المئة. كثير منها كانت عالقة بسبب عدد قليل من الترشيحات، كما حصل في عيتيت والمنصوري والصرفند.

فيما ساهم قرار عدد من الشيوعيين بالانسحاب، في تزكية بلدية معركة وتقليص عدد المرشحين المنافسين للائحة حزب الله وحركة أمل في عيترون إلى مرشح واحد.

في المقابل، فشل الثنائي في الضغط على المرشحين المنافسين في الكثير من البلدات، ولا سيما التي تشهد ترشيحاً من محسوبين على الحزب و»أمل» مثل سجد وكفركلا.

المعركة الأبرز في وجه الثنائي، في مدينتي صور (عرين أمل) والنبطية (عرين الحزب) حيث تتنافس لائحتان غير مكتملتين من المستقلين بوجه لائحتَي «تنمية ووفاء».

المدينتان ستكونان اليوم مُثقلتين بمعاركهما الخاصة وبمعارك البلدات النازحة. في صور وضواحيها سوف تقترع بلدات القطاع الغربي الحدودية. وفي النبطية وضواحيها، سوف تقترع بلدات بليدا ومركبا والعديسة وحولا وكفركلا.

خارج عباءة الثنائي، فاز عدد من البلديات المسيحية بالتزكية مثل العدوسية ودبل وعلما الشعب. فيما تشهد بلدات أخرى معارك غالبيتها ذات طابع عائلي وإنمائي.

لكنّ المعارك في القليعة ودير ميماس وعين إبل، تحتمل عناوين سياسية، ولا سيما بين التيار الوطني الحر و»القوات اللبنانية». أما مغدوشة، فتشهد المعركة الأضخم على صعيد منطقة الزهراني على خلفية الصراع بين رئيس البلدية الحالي رئيف يونان والعائلات والمستقلين. في إبل السقي، أُثقلت المعركة باعتبارات ديموغرافية قسمت بين العائلات الدرزية والمسيحية وسط مساعٍ للاتفاق على المناصفة.


المنشورات ذات الصلة