عاجل:

عباس يتوّج في بيروت بجائزة "صنّاع السلام".. والجميل: الكرامة لا تتجزأ بين غزة وبيروت

  • ٥٠

تصور عباس سلمان


كرّمت أكاديمية هاني فحص للحوار والسلام، وبرعاية رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بمنحه جائزة "صنّاع السلام"، تقديرًا لدوره المحوري في ترسيخ المصالحة اللبنانية–الفلسطينية، والحفاظ على القرار الوطني المستقل.

الاحتفال الذي أُقيم في مركز التدريب والمؤتمرات التابع لشركة طيران الشرق الأوسط – الإدارة العامة على طريق المطار، مساء الخميس، تحوّل إلى لقاء وطني جامع، حضره نخبة من القادة اللبنانيين، من بينهم رؤساء الجمهورية السابقون أمين الجميل، ميشال سليمان، وتمام سلام، إضافة إلى الوزراء طارق متري، جو عيسى الخوري، ولورا لحود، والنائب وضاح الصادق، والسفير السعودي في بيروت وليد البخاري، ولفيف من الشخصيات السياسية والدبلوماسية والإعلامية والاجتماعية.

الرئيس أمين الجميل افتتح الكلمات برسالة وجدانية أكد فيها أن "تكريم الرئيس محمود عباس هو تكريم لرجلٍ آمن بالسلام رغم العواصف، ورفض أن تكون فلسطين ساحة للمتاجرة أو بندقية للتفاوض".

وقال: "في أصعب مراحل الحرب سعيت إلى حماية المخيمات الفلسطينية من الدمار. وكنت من أوائل من دعوا إلى تنظيم الوجود الفلسطيني في لبنان تحت سيادة الدولة".

وأضاف الجميل أن عباس "لم يجعل من لبنان ساحة صراع إضافية، بل حافظ على علاقة متوازنة ومسؤولة معه، ورفض عسكرة المخيمات". وختم قائلاً: "نكرّم اليوم رجلاً من رجالات الحكمة، نكرّم فلسطين التي لا تُغلب، ونكرّم التحالف العاقل بين السيادة اللبنانية والحق الفلسطيني".

من جانبه، أشاد رئيس الحكومة نواف سلام بمواقف الرئيس الفلسطيني، معتبراً أنه "جسّد التحول من منطق الثورة إلى مفهوم الدولة"، مؤكداً أنه "رفض تسليح الانتفاضة، وتمسك بسلميتها، إدراكاً منه لمخاطر العودة إلى العنف".

وأشاد سلام بموقف عباس في لبنان، وقال: "حرص على ألا تكون المخيمات أداة في صراعات إقليمية، بل عنصر استقرار. ورفض تحويل فلسطين إلى ورقة بيد أحد أو ساحة لصراعات الغير".

وأكد أن عباس رفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، وعلى رأسها لبنان، وأنه "حافظ على استقلالية القرار الفلسطيني، ورفع راية الحوار في زمن الطوائف والمحاور".

الرئيس محمود عباس، الذي تسلم الجائزة وسط تصفيق حار، قال إن تكريمه يحمل رمزية خاصة، لأنه يأتي باسم السيد هاني فحص "ذلك الصوت الشجاع الحر الذي حمل قضايا الحق والإنسانية، واعتبر أن فلسطين ولبنان توأمان في الكرامة والمعاناة والمصير".

وأضاف عباس: "نؤكد أن وجود شعبنا في لبنان هو وجود مؤقت إلى حين عودته. نحن نحترم سيادة الدولة اللبنانية، ووجود السلاح خارج الشرعية مضر بلبنان وبالقضية الفلسطينية".

كما وجه عباس نداءً عاجلاً لكسر الحصار عن غزة ووقف العدوان الإسرائيلي، مشدداً على أن الأولوية اليوم "هي وحدة السلطة الفلسطينية تحت نظام وسلاح واحد، والتمهيد لعملية سياسية شاملة على أساس حل الدولتين".

من جانبه قال مصطفى فحص، نجل السيد هاني فحص، إن المصالحة ليست مجرد شعار بل مسار شجاع يتطلب نقداً ذاتياً، مضيفًا: "اليوم يتصافح عباس والجميل، لا كمجرد رمزين، بل كشاهدين على ما كان، وشريكين في ما يمكن أن يكون... لبنان وفلسطين لا يفترقان، أمنهما واحد، ومصيرهما مترابط".


المنشورات ذات الصلة