عاجل:

أورتاغوس: لبنان أنجز وما زال أمامه الكثير... ارتفاع أرقام التزكية في انتخابات الجنوب (الجمهورية)

  • ٢٠

استمرت نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية لبيروت والبقاع في التفاعل سياسياً كمؤشر إلى ما سيكون عليه مصير الانتخابات النيابية في ربيع السنة المقبلة.

فيما يستعد المسؤولون لاستقبال الموفدة الأميركية مورغان اورتاغوس، التي يبدو أنّها تستبق وصولها إلى لبنان قريباً بإطلاق موجة من المواقف النارية ضدّ «حزب الله» وسلاحه، بما يبعث على توقّع نتائج سلبية لزيارتها. في وقت أنّ الإدارة الأميركية لم تلبّ بعد طلب لبنان منها لوقف الاعتداءات الإسرائيلية وإلزام إسرائيل باحترام وقف إطلاق النار وتنفيذ القرار الدولي 1701.

مع تكرار الاعتداءات الإسرائيلية في شكل يومي، وفي مناطق لبنانية مختلفة، بات السؤال مطروحاً بإلحاح: إلى متى سيبقى هذا التفلّت مستمراً، وإلى متى سيبقى النزف اليومي بأرواح اللبنانيين الذين يسقطون نتيجة الغارات الإسرائيلية، من دون حسيب أو رقيب، وفي غياب تام لأعمال اللجنة المعنية بمراقبة اتفاق وقف النار، والتي تترأسها الولايات المتحدة.

وتحدثت مصادر رسمية لـ«الجمهورية»، عن نية لبنان إثارة هذا الملف ومتابعته بشكل حثيث في المرحلة المقبلة، خصوصاً مع الزيارة المرجحة للوسيطة الأميركية مورغان أورتاغوس خلال الثلث الأخير من الشهر الجاري. لكن المصادر تتوقع كباشاً قاسياً حول هذه المسألة، نتيجة لتشبث واشنطن بموقفها المطالب بنزع سلاح «حزب الله» كبند أساسي لنجاح هذا الاتفاق.

وقالت اورتاغوس أمس، إنّ لبنان لا يزال أمامه «الكثير» ليفعله من أجل نزع سلاح «حزب الله». وأضافت عبر قناة «الحدث» في ردّها على سؤال حول نزع «سلاح «حزب الله» خلال منتدى قطر الإقتصادي في الدوحة، أنّ المسؤولين في لبنان «أنجزوا في الأشهر الستة الماضية أكثر مما فعلوا على الأرجح طوال السنوات الخمس عشرة الماضية».

وأردفت قائلة: «لكن لا يزال أمامهم الكثير».

وإلى ذلك، تطرّقت اورتاغوس إلى موضوع عودة الخليجيين إلى لبنان، وقالت لقناة «وقائع»: «لقد رأيتم انّ دولة الامارات (العربية المتحدة) رفعت الحظر المفروض على سفر مواطنيها إلى مدينة بيروت، انا متأكّدة من أنّ أياً من دول الخليج لا ترغب في إرسال مواطنيها إلى مكان، فبيروت ولبنان يُعتبران صغيرين نسبياً، لذلك لن ترغب في إرسال مواطنيك إلى هناك في حال وجود صواريخ بالستية بالقرب من المقهى اليس كذلك. هذا أمر غير مقبول حقاً».

حملة الضغوط

وقالت أوساط سياسية مطلعة لـ«الجمهورية»، انّ حملة الضغوط حول موضوع حصرية السلاح مستمرة من الخارج، مستفيدة من بعض المواقف الداخلية المتماهية معها، ومن الضغط الذي تمارسه إسرائيل عبر استمرارها في اعتداءاتها التي توقع شهداء يومياً، خارقةً وقف إطلاق النار الذي لم تلتزمه يوماً منذ إعلانه في 27 تشرين الثاني الماضي. في الوقت الذي لم تتخذ الولايات المتحدة الأميركية أي خطوات لإلزام إسرائيل بوقف اعتداءاتها اليومية، بل على العكس فإنّها تمارس الضغوط في الاتجاه الخاطئ بدلاً من أن تمارسها ضدّ اسرائيل.

وأضافت هذه الأوساط، انّ «انخراط «الثنائي الشيعي» في انتخابات بلدية بيروت، الذي عبّر عن حرص على المناصفة وعلى العيش المشترك بين اللبنانيين وعلى إعادة بناء الدولة، يُقابل على ما يبدو بردود فعل تدفع إلى مزيد من التحريض ضدّه، ما يدل إلى وجود أيدٍ تلعب بالنار وتعمل على إثارة الفتنة».

زيارة عباس

وفي هذه الأجواء، يزور رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لبنان اليوم، وأبلغت مصادر مواكِبة لزيارته إلى «الجمهورية»، انّ ملف السلاح في المخيمات سيكون ضمن البنود الأساسية في محادثات رئيس السلطة الفلسطينية مع المسؤولين اللبنانيين في بيروت. وأشارت إلى انّ عباس سيؤكّد احترام سيادة لبنان وحقه في بسط سلطته على كامل الأراضي اللبنانية، كذلك سيشدّد الجانب اللبناني على أنّ الوقت حان لتسليم هذا السلاح الذي لم تعد له أي جدوى.

ولفتت المصادر إلى انّ الاشتباكات التي حصلت اخيراً بين تجار المخدرات في مخيم شاتيلا تشكّل دليلاً إضافياً على أنّ السلاح الفلسطيني في المخيمات بات عبئاً على قاطنيها من اللاجئين والجوار اللبناني. وأوضحت انّ معالجة مسألة السلاح الفلسطيني يجب أن تتمّ بالحوار، لكنه يجب أن يكون جدّياً وصريحاً.

واعلن عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني، أنّ عباس سيبحث مع المسؤولين اللبنانيين خلال زيارته في موضوع السلاح في المخيمات الفلسطينية. وقال مجدلاني الذي سيكون ضمن الوفد المرافق لعباس لوكالة «فرانس برس»: «طبعاً السلاح الفلسطيني الموجود في المخيمات سيكون واحداً من القضايا على جدول النقاش بين الرئيس عباس والرئيس اللبناني (جوزاف عون) والحكومة اللبنانية»، في وقت أعلنت السلطات اللبنانية نيتها تطبيق القرارات الدولية التي تنص على حصر السلاح في لبنان في أيدي القوى الشرعية.

وبموجب اتفاق يعود لعقود خلت، تتولّى الفصائل الفلسطينية مسؤولية الأمن داخل المخيمات التي يمتنع الجيش اللبناني عن دخولها. وتنتشر فيها مجموعات من «فتح» و»حماس» وفصائل فلسطينية أخرى.

سلام والسلاح

وقال رئيس مجلس الوزراء نواف سلام في مؤتمر «ايام بيروت للتحكيم»، في «بيت المحامي»، حول موضوع استعادة سيادة لبنان وضمان الأمن والاستقرار في جميع أراضيه، انّ «البيان الوزاري للحكومة واضح: يجب أن تحتكر الدولة وحدها امتلاك واستخدام السلاح في لبنان. لقد اتخذنا – وسنواصل اتخاذ – خطوات ملموسة لضمان أن تكون الأسلحة بيد الدولة فقط. وفي الوقت نفسه، نبقى ملتزمين بجهودنا لإنهاء الاحتلال والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على لبنان، في انتهاك للقانون الدولي. إنّ لبنان المستقر والآمن والسيد، يمنح الثقة للأطراف في التحكيم وممارسة الأعمال هنا».

عند عون

وزار سلام رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بعد ظهر أمس، وأطلعه على نتائج القمة العربية التي انعقدت في بغداد نهاية الأسبوع الماضي، وعلى أجواء اللقاءات التي عقدها على هامشها. فيما عون أطلعه على نتائج لقاءاته في روما يوم السبت الماضي، وحصيلة زيارته القاهرة أمس الاول. وتطرّقا إلى مسار الانتخابات البلدية والاختيارية، والتحضيرات الجارية للمرحلة الرابعة والأخيرة في محافظتي الجنوب والنبطية.

واتصل عون هاتفياً برئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وشكره على مبادرته بالإعلان عن تقديم مبلغ 20 مليون دولار للبنان مساهمة من الدولة العراقية في مسيرة التعافي في لبنان. واعتبر «انّ هذه المبادرة تُضاف إلى مبادرات مماثلة من العراق تؤكّد عمق العلاقات اللبنانية - العراقية وما يجمع بين الشعبين اللبناني والعراقي من أواصر الأخوّة والتضامن». وردّ السوداني مؤكّداً لعون «إننا نرفض الانتهاكات التي تتعرّض لها الأراضي اللبنانية وندعم أمن لبنان وسيادته».

انتخابات الجنوب

من جهة ثانية، تواصلت الاستعدادات لإنجاز الجولة الاخيرة من الانتخابات البلدية والاختيارية التي تشمل محافظتي الجنوب والنبطية، في الوقت الذي نشطت القوى السياسية والماكينات المحلية في العمل على تأمين فوز أكبر عدد ممكن من البلديات بالتزكية، خصوصاً انّ الانتخابات ستجري في أجواء أمنية غير مستقرة نتيجة استمرار الاعتداءات الإسرائيلية اليومية على المدن والقرى والبلدات جنوب نهر الليطاني وشماله.

وعلمت «الجمهورية» انّ لوائح «التنمية والوفاء» فازت في 41 بلدية بالتزكية حتى الآن من أصل 144 في محافظة لبنان الجنوبي، فيما فازت هذه اللوائح في 18 بلدية بالتزكية من اصل 88 في محافظة النبطية.

اجتماع تحضيري

واستعداداً لانتخابات الجنوب البلدية، ترأس وزير الداخلية والبلديات العميد أحمد الحجار أمس، اجتماع مجلس الأمن الفرعي في سرايا صيدا في حضور محافظ الجنوب منصور ضو وممثلي الأجهزة الأمنية والعسكرية والقضائية في محافظة الجنوب إلى جانب عدد من القضاة.

وبعد انتهاء الاجتماع تفقّد الحجار سير التحضيرات في قاعة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لا سيما استمرار الموظفين باستقبال طلبات انسحاب المرشحين حتى بعد غد الجمعة، وقال: «إننا استفدنا من المراحل الانتخابية السابقة، وحاولنا تدارك كل الثغرات والنواقص التي حصلت فيها. ونأمل في المرحلة الأخيرة من الانتخابات البلدية والاختيارية أن تعيد الدولة حضورها وتأكيد سيادتها في الجنوب».

ورداً على سؤال عن التخوف من أي اعتداء إسرائيلي أثناء العملية الانتخابية قال: «أعود وأؤكّد ما قلته مراراً وتكراراً، الدولة اللبنانية قرارها واضح بأنّ لا مجال للمساومة على سيادتها على أرض الجنوب الطاهر، بدءاً من القرى الحدودية وكل بلدات الجنوب وصولاً إلى نهر الأولي. ومن جهة أخرى بالطبع ما زال هناك جزء محتل من الجنوب، ولا زالت الاعتداءات والخروق الإسرائيلية مستمرة، لكن الدولة اللبنانية والحكومة، بدءاً من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الداخلية، تجري كل الاتصالات اللازمة لوقف الخروق عموماً وتحديداً خلال فترة الانتخابات في الجنوب ومواكبة لعملية الفرز وإصدار النتائج»، أملاً أن «تثمر الاتصالات مع الدول الأعضاء في لجنة وقف إطلاق النار يوماً هادئاً انتخابياً يوم السبت»، معتبراً أنّه «في كل الحالات نحن لا ننتظر ضمانات، ولكن نحن مصممون على إجراء الانتخابات وممارسة سيادتنا وحضورنا في هذا الجزء الغالي من أرضنا».

وعن الإجراءات التي يمكن للحكومة اتخاذها في حال وقوع أي اعتداء إسرائيلي، ردّ الحجار: «احتمال وقوع أي خرق أو اعتداء، نحن دائماً نأخذه في الاعتبار. ونوجّه التحية للجيش اللبناني وهو المكلّف الأول بتطبيق القرار 1701 ومراقبة وتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، وكل القوى الأمنية الموجودة وعلى رأسها الجيش اللبناني وقوى الأمن التي تواكب عملية الانتخاب وصناديق الاقتراع».


المنشورات ذات الصلة