عاجل:

"أمّنا التوازن في بيروت".. بري: المشهد سيختلف في الإنتخابات النيابية

  • ٥٧

نجحت القوى السياسية في إخراج الانتخابات البلدية من طابعها العائلي التنموي، وحوّلتها إلى استحقاق سياسي بامتياز، له دلالاته التي لا يمكن إلا البناء عليها في الانتخابات النيابية المقبلة. وقد خاضتها جميع القوى، من موقعها كأحزاب أو تيارات سياسية، على أنها تمهيد للانتخابات النيابية.

وإذا كانت المرحلة الرابعة في الجنوب تُعد تحصيل حاصل لصالح الثنائي، فإن للانتخابات البلدية ونتائجها في بيروت والبقاع قراءتها المختلفة، خصوصاً أنها أعقبت الحرب الإسرائيلية على لبنان، والهجمة السياسية التي يتعرض لها حزب الله نتيجة حرب الإسناد، التي خلّفت خراباً كبيراً في البلاد. ورغم كل المواقف السياسية المناهضة لسياسته، فإن حزب الله وحركة أمل لم يتأثرا، وحافظا على حضورهما الشعبي ذاته. وقد قرأ الثنائي نتيجة بيروت على هذا النحو، وخرج منها ليقول إن الصوت الشيعي بقي هو المرجّح في العاصمة، وشكّل الرافعة للتنوع، في نتيجة قد يُبنى عليها في الانتخابات النيابية.

وقد ولّدت نتائج بيروت البلدية ارتياحاً لدى رئيس مجلس النواب نبيه بري، إذ إن الانتخابات، بالأجواء التي شهدتها، وما انتهت إليه، أثبتت أن الثنائي ليس مجرد ثنائي شيعي، بل هو ثنائي وطني بامتياز. وقال في حديث إلى "المدن": "قمنا بواجباتنا في الانتخابات البلدية في بيروت، وأمّنا التوازن، إلى درجة أنه لا يجوز الاستمرار في توصيفنا كثنائي شيعي، بل نحن ثنائي وطني".

وأضاف: "ليست خطوة عابرة، في خلفياتها السياسية داخلياً وخارجياً، أن يُؤمِّن الثنائي المناصفة في التمثيل الطائفي للعاصمة، وينقلها إلى بر الأمان، بعد تجربة طرابلس المريرة".

وبشأن إنتخابات البقاع قال بري: "البقاع بات يتحدث عن نفسه، إذ إن كل القرى والبلدات قالت كلمتها لصالح الثنائي الوطني".

وتابع: "في قراءة أولية للثنائي، كان واضحاً أن جمهور البقاع، وتحديداً في بعلبك-الهرمل، "بقي ثابتاً على نهج المقاومة والالتزام باللوائح التي قدّمتها قيادة الثنائي. وحتى اللوائح المعارضة لم تخرج عن إطار بيئة المقاومة، ما يثبت أن خيار المقاومة متجذّر بقوة لدى هذا الجمهور".

وعمّا إذا كانت الانتخابات البلدية ستعيد خلط الأوراق أو تشكّل صورة مستقبلية للانتخابات النيابية بعد عام قال بري: "في بيروت جمعنا الأضداد، أما في الانتخابات النيابية فسيختلف المشهد، وسيتفرقون حُكماً"، في إشارة ضمنية إلى التحالف المؤقت مع القوات اللبنانية.

أما في الجنوب، فـ"العين تبقى على إسرائيل خشية ارتكابها حماقة جديدة". فالانتخابات هناك تشكل تحدياً بذاته، وهو ما يدركه بري جيداً، قائلاً: "في الجنوب، سنذهب إلى الانتخابات في كل الأحوال، وسنخوضها مهما كلف الأمر"، كاشفاً أن الجهود مع حزب الله تنصبّ على تحقيق التوافق، وأضاف: "الأجواء ستكون بغالبيتها توافقية، وقد عملنا على تحقيق ذلك".

المنشورات ذات الصلة