عاجل:

البند الـ 70 يفجر الجلسة التشريعية... حفلات زجل وهوارة (نداء الوطن)

  • ٢٦

صحيح أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لم يعلن عن مبادرة واضحة للبنان، لكن تصريحاته في هذه المرحلة بالذات، تعتبر بمثابة إشارة سياسية استباقية، لاختبار ردّ فعل الداخل اللبناني، ومدى تجاوبه مع الطرح الأميركي – الخليجي المشترك.

تؤكد تصريحات ترامب تجاه لبنان (دعم اقتصادي - تحقيق السلام مع جيرانه - إمكانية التخلص من سطوة «حزب الله» وبناء دولة فعلية)، التحول الكبير في السياسة الأميركية، من باب منحه فرصة ذهبية محددة زمنياً لاستعادة دوره كسويسرا الشرق وتهيئة الأرضية لمساعدات أو مشاريع اقتصادية مستقبلية مشروطة بإصلاحات سياسية واقتصادية.

أبعاد تصريحات ترامب الاستراتيجية

ترى مصادر لـ «نداء الوطن» أن توقيت تصريحات ترامب، وإعلانها من قلب المملكة، يتطلبان النظر في أبعاد استراتيجية وسياسية، أبرزها إعادة التموضع الأميركي الجديد في الشرق الأوسط، والعودة إلى الساحة اللبنانية كرد على تنامي النفوذ الإيراني عبر «الحزب»، ولتوجيه رسالة إلى إيران بأن واشنطن لا تزال تعتبر لبنان ساحة جيوسياسية مهمة، وبأنها على استعداد لمواجهة التمدد الإيراني إنما عبر الاقتصاد. إضافة إلى ذلك تعتقد المصادر أن توجيه الرسائل الأميركية إلى لبنان من أرض المملكة، بمثابة إشارات للبنان بأن الحلول لمشاكله الاقتصادية تمر عبر الخليج وليس عبر إيران أو الغرب فقط.

تضيف المصادر، عندما يتحدث ترامب عن السلام مع الجيران، فهذا يعني ضمناً، دعوة لبنان للالتحاق بقافلة الدول التي تسير نحو السلام مع إسرائيل أو الانفتاح الإقليمي».

وفي السياق، أكدت مصادر رسمية لـ «نداء الوطن»، أن موقف ترامب تجاه لبنان والمسؤولين ترك ارتياحاً، ولبنان ينتظر الترجمات عبر تقديم المساعدة له كي يبسط سلطة الدولة، ذلك عن طريق مضاعفة دعم الجيش اللبناني والأجهزة الشرعية وتأمين انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة، ومساعدته مالياً واقتصادياً عبر صندوق النقد الدولي.

العقوبات الأميركية: ترقبوا المزيد

وفي إطار الضغط الأميركي على «حزب الله» من خلال العقوبات المتواصلة التي تفرضها وزارة الخزانة الأميركية على إيران وأذرعها في المنطقة، للحد من نفوذها وتقويضها، فرضت الخزانة الأميركية أمس عقوبات جديدة على «الحزب» استهدفت وشملت خمسة أفراد وثلاث شركات مرتبطة، من بينهم أفراد من عائلات شخصيات بارزة في «الحزب».

وتعليقاً على العقوبات، قالت نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس: «عليكم أن تتوقعوا فرض المزيد من العقوبات على أي شخص يساعد «حزب الله» في الحصول على تمويل غير مشروع».

وأضافت في حديث تلفزيوني: «نعمل بشكل وثيق مع السعودية والإمارات وقطر في كل خطوة للتأكد من الوصول إلى النتيجة الصحيحة وكانت تلك الدول والولايات المتحدة واضحة مع لبنان، بأن الطريق إلى السلام والازدهار واضح وهو عبر نزع سلاح «الحزب» ليس فقط من جنوب الليطاني بل من البلد كله». وختمت بالإشارة إلى أن العالم كله يريد أن يكون في بيروت في الصيف.

ورأت مصادر دبلوماسية، أن هذه العقوبات، تعكس مواصلة النهج الأميركي في مواجهة تمويل «الحزب» ومراقبة الأنشطة المالية المرتبطة به. وتشير هذه الخطوة إلى أن واشنطن تسعى إلى التمييز بين مفاوضاتها غير المباشرة مع إيران، ومواجهة وكلائها الإقليميين.

الجلسة التشريعية... «هرج ومرج»

في انتظار تحريك المياه الراكدة نسبياً بملف تسليم سلاح «الحزب»، واستعجال الدولة في زيادة وتيرة الضغط على «الحزب» ضمن جدول زمني سبق وحدده الرئيس جوزاف عون بإعلانه أن العام 2025 هو عام سيادة الدولة، فجر البند الـ 70 المدرج على جدول أعمال الجلسة التشريعية لمجلس النواب من ضمن 83 بنداً، مشادة كلامية وحالة من الهرج والمرج بين النواب.

في التفاصيل وعند الوصول إلى اقتراح قانون معجل مكرر مقدم من نوّاب من «حزب اللّه» ومن النائبين جهاد الصمد والياس جرادة والرامي إلى «منح إعفاءات من بعض الضرائب والرسوم للمتضررين من الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان»، ارتفعت حدة السجال بين النواب، بعد اعتراض بعضهم على كيفية الإقرار واعتبارهم ما حصل بمثابة عملية تزوير.

وبعد إصرار الرئيس بري على أن البند أقرّ، وبعد مشاورات سريعة، وإعلان رئيس الحكومة نواف سلام عن مشروع قانون شامل أعدّته الحكومة، أبدى بري استعداده لتأجيل الموضوع لمدة شهر، فوافق سلام.

وفي هذا السياق، أكدت مصادر سياسية متابعة لـ «نداء الوطن» أن الجدل الذي تخلل الجلسة التشريعية بشأن مشروع قانون إعفاء المتضررين من الحرب من الرسوم، سببه أن اقتراح القانون المقدّم يشمل بعض المناطق في الجنوب فقط، غير أنّ الحكومة تريد أن تستفيد كل المناطق بما فيها الضاحية والبقاع. وعن السجالات التي شهدتها الجلسة أمس، رأت المصادر أنّه أمر متوقع في موسم الانتخابات أن تزدهر «حفلات الزجل والهوارة».

إشارة إلى أن المجلس أقر اقتراح قانون معجلاً مكرراً وحيداً، مقدماً من النائبين هاكوب ترزيان وأديب عبد المسيح بعد دمجهما سوياً ويتعلق بتجريم إطلاق عيارات نارية في الهواء مع مضاعفة العقوبة على مطلق النار، وذلك بعد تبني التعديل الذي اقترحه النائب أشرف بيضون.

وسقطت صفة الاستعجال عن اقتراحات القوانين المعجلة المكررة المدرجة على جدول الأعمال وأحيلت بعد سقوط صفة الاستعجال إلى اللجان النيابية المختصة لدرسها.

بالتزامن مع انعقاد جلسة مجلس النواب، نفذ عدد من السجناء أعمال شغب في سجن رومية المركزي للمطالبة بإقرار قانون العفو المدروس وتخفيض السنة السجنيّة.

الرئيس عون يشارك بتنصيب البابا

في المقلب الآخر، علمت «نداء الوطن» أن الرئيس عون سيشارك في حفل تنصيب البابا الجديد وسيغيب عن الانتخابات البلدية والاختيارية الأحد المقبل، لأنه سيتوجه الإثنين إلى القاهرة للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وشكره على كل الجهود التي بذلها لانتخاب رئيس للجمهورية من خلال اللجنة الخماسية.

وفي ما خص مشروع استجرار الغاز من مصر عبر الأراضي السورية، والذي بقي تمويله مجمداً من البنك الدولي خوفاً من قانون قيصر، لفتت مصادر إلى أنه مع إعلان ترامب استعداده لرفع العقوبات عن سوريا، فلا مانع من وصول الغاز إلى لبنان. وهنا، تطالب المصادر، الحكومة اللبنانية بالاستفادة من الفرصة السانحة ومراجعة البنك الدولي بأسرع وقت في شأن تمويل مشروع استجرار الغاز من مصر، والتأكد من مدى استعداده لذلك.


المنشورات ذات الصلة