عاجل:

العدوان الإسرائيلي لم يثن أهالي القرى الحدودية عن المشاركة في الانتخابات البلدية التي غابت صناديقها (الأنباء الكويتية)

  • ١٨

كتب أحمد منصور:

لم يحل العدوان الإسرائيلي والحرب الواسعة التي شنتها إسرائيل على لبنان بين 20 سبتمبر و27 نوفمبر 2024، عن مشاركة أهالي القرى والبلدات الحدودية في الاستحقاق الانتخابي البلدي والاختياري المقرر في 24 مايو المقبل.

الحديث عن قرى وبلدات حدودية مدمرة كليا، وتفتقد الأمن نتيجة الاستهداف الإسرائيلي المتواصل، إضافة إلى عدم توافر مكان أو موقع رسمي ليكون مركزا لأقلام الاقتراع وإدلاء الناخبين بأصواتهم. فمعظم المدارس ودور العبادة والمقار البلدية مدمرة من قبل الآلة الحربية الإسرائيلية.. وجاء الرد الرسمي اللبناني باعتماد مواقع أخرى لأقلام الاقتراع في القرى غير المهدمة جنوبا.

هذا الوضع انسحب على معظم القرى على الحدود، ومنها بلدة عيتا الشعب (قضاء بنت جبيل)، والتي يبلغ عدد ناخبيها 6300 ناخب، وسكانها 14 ألف نسمة، ويتألف مجلسها البلدي من 15 عضوا وفيها 4 مخاتير.

وتعتبر عيتا الشعب منكوبة بكل معنى الكلمة، اذ لم يعد فيها أي موقع آمن أو يصلح لوضع أقلام الاقتراع العشرة الخاصة بالبلدة، نتيجة تدمير العدو الإسرائيلي لكل الأبنية والمؤسسات ودور العبادة عن بكرة أبيها، وباتت مهدمة بنسبة 90 بالمئة كما أكد لـ «الأنباء» رئيس بلديتها محمد سرور.

وأشار إلى انه «سيتم وضع صناديق الاقتراع لعيتا الشعب في بلدة الطيري إحدى القرى اللبنانية من قرى قضاء بنت جبيل في محافظة النبطية، وهي غير مهدمة وتبعد عن الحدود الدولية حوالي 7 كيلومترات».

وأضاف: «على رغم أهمية الاستحقاق الانتخابي، إلا ان الأولويات لدى الأهالي هي العودة إلى أرضهم وأرزاقهم وإعادة إعمار منازلهم». وشدد على «أهمية وضرورة الحفاظ على هويتنا، لأن الأرض هي الهوية ولا يمكن التنازل عنها».

واعتبر سرور انه «قد تكون هناك حماسة للانتخابات من الأهالي والجهات المعنية، لكن تبقى العودة الهاجس الأكبر».

وشدد على «ان الانتخابات واجب وطني.. الا ان عيتا الشعب والقرى المجاورة لديها ظروفا صعبة وقاسية بفعل الحرب الإسرائيلية، حيث شهدت البلدة أبشع أنواع الدمار والخراب والوحشية والغارات الإسرائيلية.»

وتابع: «بلدتنا غير آمنة في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على حركة المواطنين. ويتخوف الأهالي من الحضور إلى البلدة بفعل ذلك»، لافتا إلى «ان 95% من منازل البلدة مدمرة كليا، وهناك حوالي 100 منزل بحاجة إلى ترميم ولا تصلح أبدا للسكن، وحتى الأشجار والأحراج أحرقوها وجرفوها».

وأكد سرور: «رغم كل هذه الأوضاع سنمارس حقنا الديموقراطي ولن يمنعنا الإسرائيلي من ذلك».

وفي بلدة كفركلا (قضاء مرجعيون) والمهدمة أيضا كليا، يتألف مجلسها البلدي من 15 عضوا، إضافة إلى 5 مخاتير، ويبلغ عدد الناخبين فيها 7250 ناخبا.

وقال رئيس بلديتها المحامي حسن شيت لـ «الأنباء»، انه يعمل على تشكيل لائحة انتخابية واحدة في البلدة.

وينتشر أهالي كفركلا في محافظتي الجنوب والنبطية، وتحديدا في قضاء الزهراني ومحافظة النبطية. ويتم التواصل فيما بينهم انتخابي، حيث تجري الاجتماعات مع كل العائلات والفاعليات للتوصل إلى مجلس بلدي يكون على قدر المسؤولية، لمواكبة إعادة اعمار البلدة وعودة ناسها.

وأكد رئيس البلدية «ان أقلام الاقتراع الخاصة لأهالي بلدة كفركلا، ستوضع في ثانوية كامل الصباح في النبطية، وتجري الانتخابات البلدية والاختيارية من خلالها».

لكنه أشار إلى أن «الأمور تتجه نحو انجاح البلدية بالتزكية دون معركة انتخابية، لما فيه مصلحة كفركلا، خصوصا في ظل الوضع الحالي والدمار الذي لحق بها وغياب الأهالي عنها». وقال: «المرشحون جميعهم من اصحاب الأيادي الخيرة والذين يعملون لمصلحة كفركلا. لذا نحاول الوصول إلى توازن من أجل إيصال مجلس بلدي منتج يساعد أهالي البلدة، والذين لا يزالون نازحين في النبطية والجنوب».

وأضاف: «حتى الساعة هناك لائحة واحدة و5 مرشحين منفردين. ونقوم بمساع جدية مع العائلات، في محاولة لسحب المرشحين المنفردين لما فيه مصلحة كفركلا وإنجاح اللائحة المدعومة من الأحزاب والعائلات بشكل مباشر».

المنشورات ذات الصلة