شارك وزير العدل عادل نصار في ندوة نظمها "بيت المستقبل" بمناسبة مرور خمسين عاماً على تأسيسه، تحت عنوان: "تجاوز الانقسامات من أجل مستقبل لبنان".
وفي كلمته، شدّد نصار على أهمية تبنّي اللبنانيين لمؤسساتهم الرسمية كوسيلة أساسية لمنع العنف وتعزيز السلام، لافتًا إلى أن النزاعات الداخلية غالباً ما تتجاوز الطابع المحلي وتنجذب إلى تدخلات خارجية، كما حدث في لبنان خلال الحرب الأهلية.
ورأى نصار أن الديمقراطية وحدها لا تكفي إذا لم تكن شاملة وعادلة، مشيرًا إلى أن تجاهل الأقليات يُنتج إحباطًا قد يتحوّل إلى عنف. وأوضح أن دوافع القتال غالباً ما تنبع من الاضطهاد، الأيديولوجيا، أو الحاجات غير المُلبّاة، مما يخلق شعورًا بأن العنف هو السبيل الوحيد لسماع الصوت.
ودعا إلى تعزيز أدوات التعبير الديمقراطي كالنقابات والاستفتاءات، مشيرًا إلى أهمية الإدارة الذكية للأزمات، كما حصل في فرنسا عام 1968. واعتبر أن الثقة في مؤسسات الدولة، الإطار القانوني العادل، والإحساس بالإنصاف هي الركائز الأساسية للسلام الداخلي.
وتوقف نصار عند أهمية الحوار والاعتراف بالاختلافات التاريخية، مؤكدًا أن الوحدة تُبنى من خلال احترام وجهات النظر المتعددة حول الماضي. كما أثنى على مبادرات المصالحة المطروحة، لا سيما من رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل، مشيرًا إلى أن هذه الندوة قد تفتح الباب أمام خطوات مستقبلية واعدة.
وختم بتوجيه شكره للرئيس أمين الجميّل و"بيت المستقبل" على تنظيم اللقاء، معتبرًا أن لبنان اليوم بحاجة ملحّة إلى مقاربات عقلانية وهادئة لمعالجة النزاعات الداخلية.