عاجل:

"النقيب الشهيد" رياض طه حاضر بيننا... ولم يغب بعد 45 عاما على اغتياله (خاص)

  • ٤٥
خاص-"ايست نيوز"
بقلم رئيس التحرير جورج شاهين

لا يمكن ان تمر ذكرى السادس من ايار من كل عام ولا نتذكر النقيب الشهيد للصحافة اللبنانية رياض طه ابن الهرمل العريقة (1927 - 1980م) لضمه الى لائحة "شهداء المهنة". وهو النقيب المتقدم بين زملائه الذي اغتيل غدرا باطلاق رشقات نارية في بيروت سنة 1980 استهدفت سيارته لتنهي مسيرة نقيب عاشت في زمنه الصحافة اللبنانية عهدا وعصرا من الازدهار الى درجة قيل فيها انها كانت من الزمن الجميل الذي تقدمت فيه على الصحافة العربية وبعض الصحافة الدولية.

ولد رياض طه في مدينة الهرمل في محافظة البقاع سنة 1927. ولم ينتظر كثيرا ليزاول مهنة الصحافة في مجلة الطلائع (1945م) وهم لم يبلغ بعد العام الثامن عشر و في زميلتها صحيفة «النضال والدنيا».قبل ان يتحمل مسؤولية القطاع الصحافي كاملا بانتخابه نقيبا نقيبـًا للصحافة عام 1967 لوم يتنازل عن عرشه حتى اغتياله لأسباب وصفت بانها سياسية وربما سيادية بالنظر الى تمسكه بهويته اللبنانية قبل المهنية الإعلامية محافظا على صدقيتها رافضا ان يكون العوبة بيد اي طرف حزبي او مخابراتي كانت الساحة اللبنانية مسرحا لصراعاتهم الخفية والمعلنة في آن.

عرف النقيب رياض بنظرته الثاقبة المستقبلية قرأ التطورات الاعلامية بصدق ومنهجية كان من الصعب ان يستدرجه احد الى ما يتناقض مع نظرته الثاقبة في قراءة الأحداث والتطورات على خلفياتها المهنية والوطنية واثقا من خطاه لا يمكن لأحد ان يسجل عليه اي تقصير او تراجع عن رأي او قرار كان عليه ان يتخذه. 

لا تحصى بدقة اعماله وإنجازاته المهنية، فهو والى حضوره الدائم والفاعل في الميادين النقابية والاعلامية المحلية والعربية والدولية، ساهم في تاسيس واطلاق العديد من المؤسسات والصحف والمنشورات وما يذكر منها تأسيسه عام 1947 "أخبار العالم" وهي جريدة أسبوعية، قبل ان ي سافر عام 1948 مراسلا للصحف من القدس قبيل فقدانها بسنوات عدة، وعاد الى بيروت ليؤسس عام 1949 وكالة أنباء الشرق فكانت من أوائل وكالات الأنباء العربية الخاصة. وفي العام 1950 أسس جريدة "الأحد" محققـًا قفزة صحفية مميزة بملاحقها وتبويبها. وبعدها أصدر عام 1953 جريدة "البلاد" ليختتم انجازاته الإعلامية عام 1955 أسس بإطلاقه جريدة "الكفاح" ومعها أسس "دار الكفاح" لجميع مشاريعه ومنشآته الصحفية، التي ظل يديرها حتى اغتياله في بيروت.

ترك آثاراً عدة من الكتب والدراسات أبرزوها: "شفتان بخيلتان" عام 1950، و"في طريق الكفاح" عام 1958، و"فلسطين اليوم لا غدًا" عام 1963، و"الإعلام والمعركة" عام 1973، و"قصة الوحدة والانفصال"عام 1974.

غاب النقيب قبل 45 عاما ومازال حديث المهنيين الصحافيين ومتى تناول الحديث شهداء مهنة المتاعب. ومما لا شك فيه سيبقى لدى عارفيه منارة للإعلام الحي والحر والمنطقي الذي غابت عنه السيناريوهات الوهمية والاخبار الفاقدة للصدقية في زمن نحتاج فيه الى أكثر من رياض وهو ما زال حاضرا في العقول والأذهان وسيبقى الى ما شاء الله نبراسا لكل من سعى الى مهنة عاقلة وصادقة تخدم الوطن ولا تنزلق الى أي مهام تسيء الى أمنه وحريته ومعنويات شعبه ولعل التذكير بهذه الصفات مناسبة للتذكير بأن رياض وإن غاب جسديا قبل أربعة عقود ونصف فهو ما زال حيا حاضرا في الاذهان والعقول وقلوب كل من عرفه فاحبه واحترمه.


المنشورات ذات الصلة