بقلم مالك دغمان
بعد معركة انتخابية، رسمت بلدة كترمايا في قضاء الشوف مشهدًا جديدًا في خريطة التوازنات السياسية. وحصدت لائحة "كترمايا بلدتي"، المدعومة من الجماعة الإسلامية، 8 مقاعد من أصل 15 في المجلس البلدي، مقابل 7 مقاعد للائحة "كترمايا تستحق"، التي حملت دعم الحزب التقدمي الاشتراكي وتيار المستقبل.
انتخابات حادة ومشهد سياسي معقّد
شهدت هذه الانتخابات منافسة شرسة وأجواء مشحونة بالتوتر، حيث اصطفت القوى السياسية الكبرى في سباق لحصد أكبر عدد من المقاعد في المجلس البلدي. فالجماعة الإسلامية دفعت برئيسها الأستاذ بلال السيد، غير أن الرياح لم تجرِ كما يشتهي، بينما دعمت جمعية الوعي والمواساة الخيرية مديرها عبد المجيد سعيد الذي أخفق بدوره في الفوز.
أما الأستاذ علاء ترو، فقد رشّح محمد نجيب حسن، في حين أن تيار المستقبل دفع بأبرز كوادره، إلا أن النتائج لم تكن لصالح أي من هؤلاء ورغم ذلك تمكنت لائحة "كترمايا تستحق" من انتزاع حضور قوي رغم كل التحديات.
على لسان يحيى علاء الدين: الانتخابات والمشهد العائلي
وفي تصريح خاص لـ"إيست نيوز"، قال يحيى علاء الدين، أحد الفائزين عن لائحة "كترمايا تستحق":
*"لقد كانت الانتخابات حادة ومليئة بالتحديات، وشهدنا تنافسًا بين أطراف متعددة. الجماعة الإسلامية رشّحت رئيسها، وجمعية الوعي والمواساة دفعت بمديرها، ومرشح الأستاذ علاء ترو كان حاضرًا، كما دفع تيار المستقبل بأفضل كوادره، ومع ذلك لم يحقق أي منهم الفوز.
ويتابع،
رغم التحديات، أثبتت لائحة 'كترمايا تستحق' قدرتها على المنافسة. كنا قادرين على حصد عشرة مقاعد لولا الخرق الذ إذ فضّل الكثير من العائلات تشكيل لوائح مختلطة بدلاً من الالتزام الكامل بأي لائحة. هذا الخيار أدى إلى نوع من التوازن في النتائج. ومع ذلك، نحن فخورون بأن لائحتنا تضم خمسة فائزين من العائلات، ما يعكس ثقة الناس بنا ورغبتهم في التغيير."*
انعكاسات التغيير على البلدة
مع انتهاء هذا السباق الانتخابي الحامي، تنتظر كترمايا تحديات كبيرة في العمل البلدي، حيث يُرتقب أن يؤثر هذا التوازن الجديد في المجلس على القرارات والخدمات التي تمسّ حياة السكان. دعا علاء الدين، في ختام تصريحه، إلى العمل بتكاتف من أجل كترمايا قائلاً:
"نشكر كل من منحنا ثقته، ونتعهد بأن نكون على قدر المسؤولية لتحقيق مستقبل أفضل لبلدتنا. المرحلة المقبلة تستدعي التعاون بين جميع الأطراف لتغليب مصلحة كترمايا وأهلها."
تبقى الأنظار متجهة نحو المجلس البلدي الجديد وما سيحمله من تغييرات في إدارة شؤون البلدة، وسط آمال بأن تكون هذه النتائج بداية لمرحلة جديدة من العمل البلدي البنّاء، بعيدًا عن الحسابات السياسية الضيقة.